سجلت امتحانات البكالوريا لهذه السنة تميزا واضحا من خلال تألق التلميذين هبة بناني وعمر الحريري، حيث نالا أعلى معدل على المستوى الوطني، ما يعكس تفوقهما الدراسي واستعدادهما الجاد لهذا الاستحقاق التربوي الهام. فقد تمكنا من إحراز معدل 19,61 وهو رقم يعكس مستوى الأداء الاستثنائي لكليهما في مجالهما الدراسي.
وقد تابعت هبة بناني دراستها في شعبة العلوم الفيزيائية بخيار اللغة الفرنسية، ضمن مؤسسة تعليمية خصوصية تابعة للمديرية الإقليمية الصخيرات تمارة، ونجحت في تحقيق هذا المعدل المشرف بفضل اجتهادها وانضباطها. في المقابل، تميز عمر الحريري في شعبة العلوم الرياضية “أ” بنفس الخيار اللغوي، حيث واصل مسيرته الدراسية داخل مؤسسة خاصة بمدينة الدار البيضاء التابعة لأكاديمية جهة الدار البيضاء سطات، ما يدل على جودة التكوين والتأطير الذي استفاد منه.
وفيما يخص المعطيات العامة للنتائج، تمكن ما مجموعه 250 ألفا و75 مترشحة ومترشحا من تجاوز هذا الامتحان الوطني بنجاح، من بينهم عدد كبير من الفتيات بلغ 154 ألفا و918، وهو ما يؤكد استمرار الحضور القوي للعنصر النسوي في الساحة التعليمية المغربية، ويدل على مستوى الجدية والالتزام الذي يطبع أداء المتمدرسات خلال مختلف مراحل التعليم الثانوي.
وقد كشفت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في بيان رسمي أن نسبة النجاح هذه السنة بلغت 66,80%، وهو ما يعكس انخفاضا طفيفا مقارنة مع دورة السنة الماضية التي سجلت نسبة 67,86%. ورغم هذا التراجع الطفيف، فإن الأرقام تبقى مشجعة على مستوى الأداء العام للمرشحين، خصوصا في ظل الظروف التربوية التي رافقت الموسم الدراسي.
ويلاحظ من خلال الأرقام المسجلة أن نسبة النجاح لدى الإناث بلغت 71,3%، وهي نسبة تفوق نظيرتها لدى الذكور الذين سجلوا معدل نجاح قدره 61,81%. ويشير هذا الفارق إلى حضور واضح للمجتهدات في مختلف الشعب، ما يعزز مكانة الفتاة المغربية في المجال التربوي ويؤكد مساهمتها الفعلية في تطوير المنظومة التعليمية الوطنية.
إن التفوق الذي أحرزه التلميذان هبة بناني وعمر الحريري يعكس ليس فقط الجهد الفردي وإنما أيضا فعالية التكوين الذي يتلقاه التلاميذ في المؤسسات الخصوصية، ويبرز حجم التحدي الذي يرفعه المتعلمون المغاربة سنويا لتحقيق التميز في مسارهم الدراسي. كما يشكل هذا التفوق مصدر إلهام لباقي التلاميذ، ودعوة لمواصلة الاجتهاد والتميز في مختلف جهات المملكة.
1
2
3