أثارت الحملة الإلكترونية التي شنتها مجموعة من النشطاء المغاربة ضد برنامج “قسمة ونصيب” موجة من الجدل الذي دفع السلطات المغربية إلى اتخاذ قرار بمنع عرض موسمه الثالث. هذا البرنامج الذي يعرض علاقات المواعدة بشكل علني كان محط انتقاد واسع، خصوصًا بعد مشاركة عدد من المغاربة في المسابقة، مما جعل الموضوع يحظى باهتمام كبير على منصات التواصل الاجتماعي.
فقد أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسوماً عدة عبر منصات مثل “تويتر” و”فيسبوك”، كان أبرزها وسم “لا_لقسمة_ونصيب”. هذا الهاشتاغ ترافق مع دعوات ملحة لمقاطعة القناة التي كانت تنوي بث البرنامج إذا ما تم المضي قدمًا في عرضه. وكما هو الحال في العديد من الحركات الرقمية الأخرى، نجد أن هذه الحملة انتشرت بسرعة كبيرة من خلال تفاعل المتابعين وقيامهم بنشر مطالباتهم، وهو ما جعلها تصل إلى حد إحداث تأثير واضح على قرارات القنوات التلفزيونية المغربية.
ارتكزت الانتقادات بشكل أساسي على فكرة البرنامج، والتي تقوم على تصوير علاقات المواعدة الحميمية أمام الكاميرات. فقد اعتبر العديد من المغاربة أن هذه الفكرة تمثل تهديدًا للخصوصية الشخصية وتناقض مع القيم المجتمعية في المغرب، خاصة في ظل الطابع المحافظ السائد في المجتمع. في هذا السياق، دعا منتقدو البرنامج إلى ضرورة احترام العادات والتقاليد المغربية، التي ترفض بشكل قاطع مثل هذه البرامج التي تعرض علاقات خاصة على الملأ.
البرنامج، الذي تم تصوير جميع حلقاته في تركيا، يهدف إلى جمع مجموعة من الشباب والشابات من مختلف أنحاء العالم العربي على جزيرة معزولة. يتم من خلال هذه التجربة محاولة التعارف بين المشاركين لإيجاد الحب الحقيقي، حيث يتم اختيار ثنائي رابح في نهاية الموسم ويتم منحهم جائزة مالية. وتدور القصة حول محاولات الشبان والشابات اكتشاف أنفسهم ومقارنة تجاربهم العاطفية في بيئة خاضعة للمراقبة المستمرة من الكاميرات.
وقد أُخرج برنامج “قسمة ونصيب” على يد المخرج التركي فولكان جولتكن، بينما أشرف على إعداد البرنامج بوراك بايراكدار. بينما كانت الإنتاجات والإشراف العام تحت مسؤولية شركة M Networks التابعة لشركة Melon Digital & Merzigo التركية. وبالرغم من كون البرنامج يتبع نهجًا مدروسًا من حيث الإنتاج، إلا أن الجدل حوله في المغرب يعكس تباينًا ثقافيًا واجتماعيًا بين مختلف البلدان العربية.
تبرز الحملة الإلكترونية ضد البرنامج كأحد أبرز الأمثلة على تفاعل الجمهور العربي مع قضايا تمس الهوية الثقافية. في وقت يرى البعض في هذه البرامج فرصة للتفاعل وتبادل الأفكار بين الثقافات، يعتبر آخرون أن عرض مثل هذه البرامج في مجتمعات ذات قيم اجتماعية محافظة قد يؤثر سلبًا على النسيج الاجتماعي.
1
2
3