تحدثت الفنانة المصرية أمال ماهر في بودكاست “عندي سؤال” عن مراحل حياتية صعبة مرت بها، مؤكدة أن تلك الفترة كانت مليئة بالتحديات النفسية والانفعالات القاسية التي أثرت بشكل كبير على حياتها اليومية وعلاقاتها الاجتماعية. وأضافت أن الضغوط المتلاحقة جعلتها تشعر أحيانا بأنها فقدت القدرة على التحكم في نفسها وفي مشاعرها.
مرت أمال ماهر بسلسلة من الأزمات المتتابعة التي دفعتها للابتعاد عن الوسط الفني، واللجوء إلى العزلة لفترة طويلة، مع اعتمادها على المهدئات والحقن الطبية لتجاوز حالة الاكتئاب التي حولتها إلى شخص مختلف، وشعور عميق بفقدان الذات، حيث وجدت نفسها غريبة عن حياتها اليومية، غير قادرة على التواصل مع الآخرين بسهولة، وهو ما أزعجها كثيرا وجعلها تفكر في إعادة ترتيب أولوياتها.
وأوضحت ماهر أن فقدان والدها كان من أكبر المحطات المؤلمة في حياتها، حيث تلاه رحيل عمتها، ووصفتهما بأنهما كانا الركيزتين الأساسيتين في دعمها ومساندتها. وأكدت أن الفقد المتتابع لأقرب الأشخاص كان له أثر نفسي كبير عليها، وأجبرها على مواجهة مشاعر الحزن العميق والوحدة، وهو ما شكل تحديا كبيرا لطبيعتها الحساسة والعاطفية، وجعلها تشعر في كثير من الأحيان بأنها بحاجة إلى الانعزال لإعادة شحن طاقتها النفسية.
ورغم العزلة التي فرضتها على نفسها، اكتشفت أمال ماهر في تلك المرحلة جانبا جديدا من شخصيتها، حيث أتاحت لها الفرصة للتعرف على ذاتها بشكل أعمق، ومراجعة أفكارها ومشاعرها، مما دفعها لإعادة التفكير في حياتها وتطوير علاقتها مع نفسها. وأشارت إلى أن هذه الفترة ساعدتها على فهم أولوياتها الحقيقية وأهمية التوازن النفسي قبل العودة إلى أي التزامات خارجية أو فنية.
وخلال اللقاء، لم تغفل الفنانة الحديث عن ابنها، معتبرة أن علاقتهما قائمة على الصداقة والتواصل المستمر، حيث يشاركان بعضهما كل التفاصيل اليومية الصغيرة والكبيرة على حد سواء. وأكدت أن هذه العلاقة كانت مصدر دعم كبير لها، وأن مشاركتهما للأحداث والأفكار اليومية منحها شعورا بالأمان والراحة، وهو ما ساعدها على مواجهة الأزمات بطريقة أكثر هدوءا وتحكما.
وأكدت أمال ماهر أن قرار الابتعاد عن الفن كان خيارا شخصيا قائما على رغبتها في الحفاظ على خصوصياتها، ومنح نفسها مساحة من الهدوء والاستقرار بعيدا عن الأضواء والتوقعات الفنية والاجتماعية. وأوضحت أن هذه المساحة سمحت لها بالتفكير بهدوء وإعادة ترتيب حياتها، بعيدا عن أي ضغوط أو التزامات مفروضة، مما ساهم في تعزيز قدرتها على التعامل مع مشاعرها ومواجهة تحديات الحياة بشكل أكثر نضجا ووعيا.
1
2
3