يعتبر الممثل محمد عزام، المعروف في الوسط الفني بلقب “بهلول”، من أبرز الوجوه المسرحية المغربية التي تركت بصمة في الأعمال الكوميدية والدرامية على حد سواء. وقد أعلن عن عودته إلى الساحة المسرحية من خلال مسرحية جديدة بعنوان “اقطيب الخيزران”، بعد تجاوز أزمته القضائية المتعلقة بإصدار شيكات بدون رصيد، والتي تم حلها لاحقا. ويعد هذا العمل المسرحي خطوة مهمة في مسيرته، تعكس رغبته في استعادة تواصله المباشر مع الجمهور عبر الفنون الحية.
كشفت تصريحات عزام للصحافة عن تفاصيل العمل الجديد، مشيرا إلى أن المسرحية مستوحاة من التراث المغربي وفن “الهواريات”، وهو أسلوب فني يمزج بين الزجل والموسيقى والرقص والحركة. وأوضح أن النص يروي قصة شخصين ينحدران من قبيلة هوارة، يقعان في حب بعضهما البعض، ليعكس ذلك العلاقة بين العاطفة والتقاليد المتجذرة في المجتمع المغربي.
وأكد عزام أن أحداث المسرحية تركز على شخصية “خيزران”، الفتاة الهوارية التي تصر على رفض الزواج من شيخ القبيلة الذي اختاره والدها، في مواجهة إرادة الأب الذي يسعى لفرض قراره رغم الفارق الكبير في السن. وتبرز المسرحية صراعا بين رغبات الابنة وحزم الأب المتسلط، ما يسلط الضوء على قيمة الاختيار الشخصي مقابل التقاليد الصارمة.
وعلى الرغم من الضغوط المستمرة من والدها، تظل “خيزران” مخلصة لحبيبها، ابن عمها هوار، وتفكر أحيانا في الانتحار نتيجة الإصرار على الزواج القسري. ومع مرور الأحداث، تتغير الأمور عندما تصل إلى القصر وتتعرف على حياة الرفاهية، ما يجعلها تتراجع عن قرارها السابق وتختار الانغماس في متع الحياة الجديدة، في خطوة تعكس صراع الإنسان بين الحب والطموحات الشخصية.
ويحمل عنوان المسرحية “اقطيب الخيزران” معنى خاصا، فهو اللقب الذي أطلقه هوار على حبيبته “خيزران”، ليصبح رمزا لعاطفتهما ومشاعرهما. ويتميز العرض بتقديمه لمزيج متناغم من العبارات الشعرية والأجواء الموسيقية والحركية التي تأسر المتفرجين، وتعيدهم إلى أجواء التراث المغربي الأصيل.
يؤكد هذا العمل عودة محمد عزام بقوة إلى المسرح، ويعبر عن حرصه على تقديم محتوى فني متنوع يمزج بين التراث والحداثة، ويتيح للجمهور فرصة متابعة رحلة شخصيات تحمل رسائل إنسانية وثقافية قوية، ليظل المسرح المغربي مساحة حية للتجربة الفنية والإبداعية.
1
2
3