يعد صابر الرباعي من أبرز الأصوات الفنية في العالم العربي، فهو فنان تونسي يمتلك مسيرة فنية طويلة غنية بالنجاحات التي عبر من خلالها عن مشاعر متنوعة عبر أغانيه التي لاقت انتشارا واسعا في مختلف البلدان. أكد صابر الرباعي خلال ندوة صحفية عقدها بالمغرب أن الأغنية المغربية تحظى بمكانة خاصة في قلبه، حيث كشف أن تقييمه لها “مجروحة” بسبب حبه الكبير لها، وأشار إلى أنها تجمع بين الأصالة والرقي في شكل يميزها عن غيرها في الساحة العربية.
وأضاف الرباعي أن الموسيقى المغربية تجاوزت حدود المغرب لتصبح قوة فنية حاضرة في الساحة العربية والدولية، وردف أن نجاحات فنانين مثل سعد لمجرد وغيرها من الأسماء المغربية، تثبت هذا الانتشار الواسع. وأوضح أن الفضل في ذلك يعود إلى جهود العديد من الفنانين والملحنين والشعراء الذين أسهموا في تبسيط الكلمات الغنائية، مما ساعد على الوصول إلى جمهور أوسع وبناء علاقة أقرب مع المستمعين.
أكد صابر الرباعي أن الذوق الموسيقي المغربي قريب جدا من الذوق التونسي، رغم الاختلافات الموسيقية التي تميز الموسيقى المغربية عن موسيقى المشرق. وكشف عن إعجابه الكبير برواد الأغنية المغربية مثل عزيزة جلال، عبد الوهاب الدكالي، وسميرة سعيد، الذين كانوا بمثابة أعمدة لهذا الفن الراقي.
وأردف أن سعد لمجرد يمثل قصة فنية متكاملة بامتياز، مشيرا إلى تنوعه وقدرته على التألق في عدة أنماط غنائية مختلفة، مضيفا أنه يخلق حالة فنية خاصة تميزه عن غيره. وأكد أن المشهد الفني اليوم عرف تحولات كبيرة، حيث أصبح بإمكان الجميع إنتاج ونشر الأعمال، لكنه أشار إلى أن ذلك زاد من صعوبة ضمان جودة هذه الأعمال وسط الكم الهائل من الأغاني المتداولة.
ونتقد الرباعي ظاهرة ما يعرف بأغاني “الترند” التي تحقق ملايين المشاهدات رغم افتقارها للمعايير الفنية الأساسية، موضحا أن سهولة الوصول إلى الجمهور باتت تخل بالتوازن، على عكس الماضي حيث كان إصدار عمل فني يحتاج إلى جهد كبير من التوزيع والترويج. وأضاف أن التحدي الحقيقي يكمن اليوم في صناعة عمل فني متقن وذو جودة عالية.
وأعرب صابر الرباعي عن ترحيبه بعودة الفنانة شيرين عبد الوهاب إلى الساحة الفنية عبر مشاركتها المرتقبة في مهرجان موازين على منصة النهضة، مؤكدا مكانتها الكبيرة وجمهورها العريض الذي يظل وفيا لها مهما طال غيابها.
وكشف الرباعي عن موقفه من الجدل المثار حول الفنانة هند صبري، حيث أشار إلى أن ما يقال عن مطالبات بترحيلها من مصر مجرد إشاعات، مضيفا أنها فنانة مصرية الجنسية تربطها علاقة قوية بالبلد وأبناؤها يعيشون هناك. وأكد أنها سفيرة للنوايا الحسنة في اليونيسف، ودائما ما تعبر عن إنسانيتها من خلال دعمها للقضايا العادلة، خاصة القضية الفلسطينية التي تجمع الجميع.
وأكد في ختام الندوة سعادته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان موازين بعد غياب دام منذ 2017، وردف أنه يجدد من خلالها صلته بالجمهور المغربي الذي يكن له كل الاحترام والتقدير.
1
2
3