1
2
3
في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الإنتاج الفني، ويبحث فيه الجمهور عن وجوه جديدة تُجيد تجسيد الواقع بروحٍ مختلفة، يطل الممثل المغربي الشاب زكرياء الحطاب كأحد الأسماء التي تستحق المتابعة والاحتفاء. حضور هادئ، أداء صادق، وكاريزما تفرض نفسها دون صخب… هذه هي سمات هذا الفنان الصاعد الذي يشق طريقه بخطى واثقة داخل الدراما المغربية.
من البدايات البسيطة إلى أدوار البطولة
لم يكن طريق زكرياء مفروشًا بالورود. بدأ من الصفر، متحديًا صعوبات المجال، مؤمنًا بأن الفن لا يمنح فرصًا بسهولة، بل يُنتزع بالعمل والموهبة. شارك في مجموعة من المسلسلات والسلاسل التي راكمت لديه تجربة غنية رغم قصر مدة ظهوره الفني، ومن أبرزها:
* مسلسل “عين ليبرة” الذي شكل نقطة تحول في مسيرته.
* “على غفلة” حيث جسّد شخصية شبابية قريبة من الواقع المغربي.
* “فرصة ثانية” الذي أظهر فيه جانبًا إنسانيًا عميقًا.
* السلسلة الكوميدية “فوق سلك” التي أثبت فيها خفة ظله وتنوع أدائه.
* والفيلم التلفزيوني “غلطة العمر” الذي قوبل بإشادة نقدية.
كل عمل من هذه الأعمال كان بمثابة خطوة جديدة نحو النضج الفني، وأرضية صلبة لبناء مسيرة واعدة.
شخصية خلف الكاميرا.. تواضع وشغف
بعيدًا عن الأضواء، يُعرف زكرياء الحطاب بتواضعه وإنسانيته. يحرص على تطوير ذاته، يقرأ كثيرًا عن تقنيات الأداء، ويتابع كبار الممثلين المغاربة والعرب والعالميين، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: أن يكون فنانًا حقيقيًا يُعبّر عن قضايا الناس، لا مجرد نجم عابر.
في إحدى مقابلاته، صرّح قائلاً:
“أنا لا أبحث عن الشهرة لأجل الشهرة… بل أبحث عن دور يُغير نظرة شخص للحياة.”
عبارة تختصر نظرته العميقة للفن، وتكشف عن نضج فكري وفني نادر بين جيله.
تفاعل رقمي وجمهور شبابي متزايد
يحظى زكرياء بمتابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يُشارك جمهوره بكواليس أعماله، لحظاته اليومية، وبعضًا من أفكاره وآرائه. هذا القرب الرقمي ساهم في خلق علاقة خاصة بينه وبين متابعيه، خصوصًا من فئة الشباب الذين يرون فيه نموذجًا يجمع بين الطموح والأصالة.
نجم الغد.. والأدوار المركبة تنتظره
برغم صغر سنه وحداثة تجربته، إلا أن النقاد يتفقون على أن زكرياء يمتلك أدوات الممثل الحقيقي: الحضور، التكوين، والقدرة على الانصهار في الشخصية. وهو لا يخفي طموحه في خوض أدوار أكثر تعقيدًا وتركيبًا، متمنيًا أن يُسند له يومًا دور في فيلم سينمائي يعكس واقع المجتمع المغربي بجرأة وصدق.