شاركت الفنانة المغربية سميرة سعيد جمهورها على منصة إنستغرام بمقطع فيديو نادر يوثق مرحلة من طفولتها، حيث ظهرت وهي تؤدي أغنيتها “كيفاش تلاقينا” خلال إحدى الحفلات القديمة. بدا الفيديو وكأنه نافذة مفتوحة على زمن مضى، يحمل بين مشاهده ملامح البدايات الأولى التي رسمت طريقها نحو النجومية. لم يكن ذلك الظهور العفوي مجرد أداء طفولي، بل إشارة مبكرة إلى الموهبة التي سكنت صوتها منذ الصغر.
رفقت سميرة هذا التسجيل بتدوينة عاطفية، عبرت فيها عن شوقها لتلك الأيام التي كانت فيها تغني بعفوية وصدق، وكأنها أمام جمهور واسع ينتظر منها أكثر من مجرد أداء. كتبت بنبرة حنونة عن إحساسها كلما شاهدت نفسها طفلة، تركز وتؤدي بملامح جدية، تحاول أن تثبت لمن حولها أنها ليست طفلة عادية، بل مشروع فنانة تحلم بمكانة في عالم الموسيقى. تلك الكلمات عكست بوضوح ارتباطها المبكر بالفن ورغبتها في التميز منذ نعومة أظافرها.
المشهد المصور لم يمر مرور الكرام على متابعيها، بل كان له وقع خاص لدى جمهورها، حيث تفاعل كثيرون مع هذا الفيديو الذي يبرز الجانب الإنساني من شخصية سميرة، ويعكس الموهبة الطبيعية التي تميزت بها منذ صغرها. اعتبر البعض أن ما شاهدوه هو أكثر من مجرد أرشيف، بل توثيق حي لنقطة انطلاق حقيقية صنعت لاحقا تاريخا فنيا حافلا.
عبر هذه المشاركة، فتحت سميرة سعيد نافذة على ماضيها الفني، مستعرضة لحظة كانت بمثابة بداية لمشوار مليء بالعطاء. الطفلة التي كانت تقف بثقة أمام الميكروفون لم تكن تعرف حينها أنها ترسم أولى خطواتها على طريق الشهرة، لكنها كانت مدفوعة بشغف داخلي جعلها تقاوم خجل الطفولة وتواجه الجمهور بقلب مفتوح وإرادة واضحة.
سنوات طويلة مرت، وسميرة ما تزال حاضرة بقوة في المشهد الفني، تحمل في كل عمل جديد لمحة من تلك الطفلة التي ظهرت ذات يوم على خشبة صغيرة تؤدي بحماس. لم تخفت شرارة الشغف داخلها، بل ازدادت توهجا مع الزمن، لتصنع من تجربتها الفنية قصة ملهمة تستحق التقدير. هذا الفيديو لم يكن مجرد ذكرى، بل مرآة تعكس مدى اتساق مشوارها مع أحلامها الأولى.
ما قدمته سميرة في تلك اللقطة المصورة هو تذكير بأن البدايات البسيطة قد تحمل أعظم الرسائل، وأن الطفولة ليست نهاية للبراءة، بل قد تكون نقطة الانطلاق نحو عوالم الإبداع. فالصوت الذي انطلق بحماسة طفلة صغيرة، ما زال يملأ المسارح، ويروي بفنه قصة حب طويلة مع الموسيقى، بدأت من الطفولة وما زالت مستمرة بحب وإصرار.
1
2
3