في مفاجأة هزّت متابعي الدراما التركية، أصدرت الجهات القضائية قرارًا يقضي بسجن اثنين من أبرز وجوه التمثيل في تركيا، حيث حُكم على الفنان خالد أرغنش، الذي اشتهر بتجسيده لشخصية السلطان سليمان، وزميله رضا كوجا أوغلو، الذي لفت الأنظار من خلال أدائه في مسلسل “الحفرة”، بعقوبة حبس تصل إلى عامين لكل منهما.
1
2
3
وقد استندت المحكمة في قرارها إلى تورط النجمين في الإدلاء بأقوال وُصفت بأنها غير صحيحة خلال سير التحقيقات المتعلقة بأحداث حديقة غيزي، وهي القضية التي ما تزال تثير الكثير من التفاعل والجدل داخل الأوساط التركية منذ اندلاعها عام 2013.
وتُعيد هذه القضية إلى الواجهة المظاهرات التي اندلعت قبل سنوات في ميدان تقسيم وحديقته الشهيرة، والتي اعتُبرت حينها تهديدًا مباشرا للاستقرار السياسي في البلاد، حيث اعتبرتها السلطات محاولة لإثارة الفوضى أو التأثير على تسيير عمل الحكومة بطريقة غير شرعية.
وقد تم الاستماع إلى أقوال أرغنش وكوجا أوغلو في سياق التحقيقات ذاتها، وذلك بعد توقيف مديرة أعمالهما، عائشة باريم، التي طالتها اتهامات تتعلق بالتنسيق أو الإشراف على تحركات ذات طابع احتجاجي يهدف لزعزعة الوضع الداخلي.
هذا التطور القضائي لم يمر مرور الكرام، بل فتح باب النقاش على مصراعيه داخل الحقلين الفني والسياسي، حيث عبّر عدد من المتابعين والمهتمين عن تخوفهم من أن تكون مثل هذه الإجراءات انعكاسًا لمحاولات ممنهجة تستهدف رموزًا معروفة في الوسط الثقافي والفني التركي، خصوصًا ممن يُنظر إليهم كأصحاب تأثير على الرأي العام.
ويبدو أن هذه الواقعة ستظل حاضرة بقوة في الساحة الإعلامية والفنية، ليس فقط بسبب شهرة المتهمَين، ولكن أيضًا لارتباطها بقضية سياسية حساسة لا تزال تلقي بظلالها على المشهد العام في تركيا.