الدوزي يدعو إلى تقنين استعمال منصات التواصل لحماية القيم الأسرية المغربية

في حوار خاص بثته قناة المشهد، تحدث الفنان المغربي عبد الحفيظ الدوزي عن محطات مؤثرة من حياته الخاصة ومسيرته الفنية، كما عبّر عن مواقفه من بعض الظواهر التي أصبحت تهيمن على الواقع الرقمي المغربي، وخصّ بالذكر المحتوى الفوضوي الذي يغزو مواقع التواصل تحت مسمى “روتيني اليومي”.
ولد الدوزي في حي كولوش بمدينة وجدة، حيث نشأ وسط أسرة تتكون من أب وأم وخمسة أبناء، بينهم ثلاثة ذكور وبنتان. كان والده يعمل كعامل بناء، لكنه اضطر إلى التوقف عن العمل بسبب آلام مزمنة في الظهر، وهو ما دفع شقيقه الأكبر عبد القادر إلى الخروج مبكرًا لسوق الشغل، مستندًا على موهبته في الغناء لتأمين احتياجات العائلة.
لم تكن موهبة عبد القادر وحدها ما ميز العائلة، فقد سرعان ما ظهرت موهبة عبد الحفيظ، الطفل الصغير ذو الثمانية أعوام، الذي كان يرافق شقيقه إلى استوديوهات التسجيل. هناك، وفي أجواء فنية مشبعة بالطموح، اكتشف عبد القادر قدرات شقيقه الصوتية وقرر دعمه لتحويله إلى ظاهرة فنية فريدة من نوعها، رغم التحديات اليومية التي كانت تعترض طريقهما.
ولأن الإمكانيات كانت محدودة، لم يكن أمام الأخوين سوى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، انطلاقًا من حي كولوش نحو منطقة الواد الناشف القريبة من المحطة الطرقية. ومع غياب وسائل النقل في ساعات الصباح الباكر، كان التنقل يشكل مغامرة يومية محفوفة بالمشقة والتعب، إلا أن الشغف بالفن والانضباط في العمل ظلا يرافقان الدوزي منذ تلك المرحلة.
وخلال اللقاء، لم يتردد الفنان في التعبير عن قلقه من المحتوى المتدني الذي بات يغزو منصات التواصل، حيث يتم التباهي بعرض تفاصيل الحياة الخاصة بطريقة مبتذلة تمس بأخلاقيات المجتمع. وأكد الدوزي أن ما يُقدَّم لا يعكس الواقع الحقيقي للمرأة المغربية، التي يعتبرها ركيزة أساسية في بناء الوطن، مشددًا على ضرورة احترام كرامتها وصورتها داخل الفضاء الرقمي.
ولم يكتفِ الدوزي بالتعبير عن رأيه، بل وجه نداءً واضحًا إلى وزير العدل، داعيًا إلى وضع إطار قانوني صارم يُنظم كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر أن الوقت قد حان لإدراج بنود قانونية تردع كل من يسيء إلى القيم الأسرية أو ينشر محتوى منحطًا يهدد النسيج الأخلاقي للمجتمع المغربي.

1

2

3

الدوزي يدعو إلى تقنين استعمال منصات التواصل لحماية القيم الأسرية المغربية