في أجواء مميزة طغت عليها الاحتفالية والتقدير، عاشت الفنانة المغربية القديرة سعاد خيي لحظات استثنائية خلال حفل افتتاح الدورة 18 من المهرجان الدولي للمسرح الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء. وقد حرصت سعاد خيي على مشاركة متابعيها عبر حسابها الرسمي على منصة أنستغرام صورا توثق هذا الحدث، الذي لم يكن مجرد تكريم فقط، بل مناسبة للاحتفاء بعطاء فني طويل ساهمت من خلاله في إثراء المشهد المسرحي المغربي.
ويتزامن هذا التكريم مع الاحتفال بمرور عشرين سنة على تأسيس مؤسسة الفنون الحية، التي تنظم هذا المهرجان، حيث تم اختيار المسرح التونسي ليكون ضيف شرف هذه الدورة، إضافة إلى تكريم الفنان المغربي الهاشمي بنعمر.
ومن خلال تدوينة مؤثرة نشرتها عبر حسابها على أنستغرام، عبرت الفنانة سعاد خيي عن مدى سعادتها بهذا التكريم الذي وصفته بالمميز والاستثنائي، حيث أكدت أنه حمل لها الكثير من مشاعر الفخر والامتنان، مقدمة شكرها العميق لكل من كان له دور في جعل هذه اللحظات محفورة في ذاكرتها الفنية والإنسانية. وقد خصت بالذكر شقيقتها ورفيقة دربها حفيظة خيي التي اعتبرتها السند الدائم، كما لم تبخل بكلمات الحب والإعجاب بالفنانة مونية المكيمل، مؤكدة حضورها المميز في الحفل، وأشادت أيضا بتقديم الفنان عادل اباتراب، الذي وصفته بالعادل والمنصف في تقديمه لها أمام الحضور.
وفي سياق آخر، يذكر أن مؤسسة الفنون الحية التي تقف وراء تنظيم هذا الحدث الفني المرموق تأسست سنة 2004، واضعة نصب أعينها أهدافا واضحة تمثلت في إعادة الاعتبار للمسرح وفنون العرض في المغرب، والسعي إلى نشر ثقافة المسرح بين كافة شرائح المجتمع المغربي. ومنذ تأسيسها، عملت المؤسسة بإصرار ومثابرة على جعل المسرح أداة للتقارب والحوار الثقافي والاجتماعي، مع تنظيم عدد هام من الفعاليات والمهرجانات الوطنية والدولية التي عززت مكانة المغرب على الساحة المسرحية العالمية.
وفي إطار برامجها المتنوعة، تولي المؤسسة أهمية كبيرة للورشات التكوينية التي تستهدف تطوير قدرات ومهارات الفنانين الشباب وفتح المجال أمامهم لاكتساب معارف جديدة في عالم فنون العرض، فضلا عن تنظيمها لمهرجانات سنوية ذات طابع دولي تسعى من خلالها إلى فتح جسور التواصل بين المسرحيين من مختلف أنحاء العالم. وتؤكد المؤسسة عبر أنشطتها ومبادراتها المختلفة على جعل المسرح ليس فقط فنا للفرجة، بل أيضا وسيلة فاعلة للتعبير الحر والتغيير المجتمعي الإيجابي، من خلال ملامسة قضايا الواقع وتقديم رؤى إبداعية تسهم في الارتقاء بالوعي الجماعي.
ويأتي هذا التكريم ليعزز مكانة الفنانة سعاد خيي كواحدة من أبرز رموز المسرح المغربي، حيث ظلت على مدى سنوات عديدة رمزا للتألق الفني والإبداع الملتزم، من خلال مشاركاتها الوازنة في العديد من العروض المسرحية التي تركت بصمتها الواضحة في الذاكرة الفنية المغربية، مما يجعل حضورها في هذه الدورة من المهرجان محطة استثنائية تكرس الاعتراف بعطائها وإسهاماتها القيمة في خدمة المسرح المغربي.
1
2
3