استطاعت الفنانة المغربية مونية لمكيمل أن تحظى بدور تقديم الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للمسرح الذي ستحتضنه مدينة الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 24 ماي الجاري. ويأتي هذا التتويج ليكرس حضورها القوي في الساحة الفنية المغربية، حيث استطاعت عبر مسيرتها المتألقة في التلفزيون والمسرح أن تثبت مكانتها كأحد أبرز الوجوه الفنية ذات الحضور اللافت في مختلف الفعاليات الثقافية. ومن المتوقع أن تضفي لمكيمل لمستها الإبداعية على هذه الدورة التي ينتظرها عشاق المسرح بفارغ الصبر باعتبارها إحدى المحطات الأساسية في المشهد المسرحي العربي والدولي.
1
2
3
ومع انطلاق العد العكسي لفعاليات المهرجان، تستعد مؤسسة “الفنون الحية” المنظمة لهذا الحدث الفني المتميز للاحتفال بمرور عشرين سنة على تأسيسها. وقد استطاعت هذه المؤسسة خلال عقدين من الزمن أن تساهم في إثراء المشهد الثقافي المغربي من خلال مبادراتها المتواصلة في دعم وترويج الفنون الحية، وعلى رأسها المسرح، حيث فتحت المجال أمام تجارب فنية متعددة وأسهمت في إبراز مواهب واعدة أصبحت اليوم من الأسماء اللامعة على الساحة.
وتتميز الدورة الجديدة ببرمجة غنية ومتنوعة تجمع بين العروض المسرحية المحلية والدولية، حيث سيستمتع الجمهور بعروض من المغرب وتونس وفرنسا وبلجيكا. كما سيواكب المهرجان بتنظيم سلسلة من الندوات الفكرية التي ستطرح إشكاليات المسرح المعاصر وتسعى لفتح آفاق الحوار حول الأدوار الجديدة التي يمكن للفنون الحية أن تلعبها في زمن التحولات الرقمية والاجتماعية المتسارعة. فضلا عن ذلك، سيتاح للشباب والمبدعين الناشئين المشاركة في ورشات عمل متخصصة تهدف إلى تطوير مهاراتهم الفنية وتقنياتهم التعبيرية.
ويعد هذا التنوع الثقافي دليلا واضحا على الرؤية الشمولية التي يعتمدها المهرجان في دوراته المتتالية، حيث يسعى إلى جعل الدار البيضاء ملتقى عالميا للفنون الحية ومنصة لتبادل الخبرات بين الفنانين من مختلف الدول. كما يعكس الطابع الدولي للمهرجان رغبة المنظمين في ترسيخ مكانته كجسر للتواصل الثقافي بين الأجيال والمدارس الفنية المختلفة، بما يعزز من ديناميته ويزيد من إشعاعه على الصعيد العربي والدولي.
ويطمح المشرفون على هذه التظاهرة الثقافية أن تقدم دورة هذه السنة جرعة جديدة من الإبداع الفني والابتكار المسرحي، من خلال تقديم عروض متنوعة تمزج بين الأصالة والتجريب، وتفتح المجال أمام التلاقي بين ثقافات متعددة، مما يثري الحوار المسرحي ويسهم في تكريس المسرح كأداة للتعبير عن القضايا المجتمعية الراهنة بأسلوب فني راق ومتجدد.