في الساعات الأولى من صباح السبت، خيّم الحزن على الأوساط الفنية والإعلامية بعد الإعلان عن وفاة الدكتور وليد مصطفى، رجل الأعمال المعروف وزوج الفنانة اللبنانية كارول سماحة، عن عمر ناهز 53 عامًا، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض لم تُثنه عن مواصلة مشواره المهني والعائلي حتى لحظاته الأخيرة. الراحل هو والد الطفلة تالا، الابنة الوحيدة لكارول، والتي شكّل وجودها ثمرة حب جمعت بين فنانة مرهفة الإحساس ورجل آمن بالقيم الإنسانية النبيلة.
1
2
3
وجاء إعلان الفنانة كارول سماحة للخبر عبر حسابها الرسمي على تطبيق إنستغرام، حيث شاركت متابعيها بصورة مؤثرة تجمعها بزوجها الراحل، وعلّقت عليها بكلمات حزينة مليئة بالألم والوفاء، قائلة: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فقدتُ اليومَ زوجي وحبيبي الدكتور وليد مصطفى بعد رحلة طويلة من الصراع مع المرض. لم أرَ في حياتي مَنْ آمن بالنضال مثلك وليد”. بهذه الكلمات، عبّرت كارول عن فقدانها لشريك دربها وسندها، الذي رافقها في مشوار حياتها وعاش معها أجمل لحظاتها وأصعبها.
وتابعت الفنانة اللبنانية رسالتها التي تأثّر بها الكثير من محبيها ومتابعيها، حيث كتبت بكل صدق وحزن: “حبيبي، خسرتُ جسدَكَ لكنَّ روحَكَ ستظلُّ قدوة لي. لن أنسى وصيتَكَ، وستبقى ذكراكَ ناراً في قلبي… حتى نلتقيَ حيثُ لا ألمَ ولا بكاء ولا فراق”. هذه العبارات لامست مشاعر الجمهور، وعكست مدى التعلق العاطفي الذي ربطها بالراحل، وأظهرت مكانته الكبيرة في حياتها وحياة ابنتهما الصغيرة.
ومن جهتها، نعت مجموعة من الشخصيات الفنية والمؤسسات الإعلامية البارزة في مصر الفقيد بكثير من الأسى والتقدير. فقد نشرت أسرة “راديو إنرجي مصر” بيانًا رسميًا نعت فيه مؤسسها بكلمات مؤثرة، جاء فيها: “بقلوب يعتصرها الألم، تنعى أسرة راديو إنرجي مصر رحيل الأب والمؤسس الدكتور وليد مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة سكاي برودكشن، ومؤسس راديو إنرجي مصر، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنجاحات”. فقد كان الراحل من أبرز الوجوه التي ساهمت في تأسيس إعلام شبابي عصري يحاكي طموحات الجيل الجديد ويمنحه مساحة للتعبير.
وشهد البيان الإعلامي إشادة واضحة بمبادرات الراحل، حيث أكدت أسرة المؤسسة أن الدكتور وليد مصطفى كان قائدًا حقيقيًا ومُلهمًا، وصاحب رؤية تؤمن بأهمية الحرية والتجديد في المحتوى الإعلامي. وأضافت المؤسسة في بيانها أن حضوره كان يعبّر عن التوازن بين الحزم والإنسانية، وأن كل من عمل إلى جانبه استشعر دعمه وتشجيعه، مما جعله رمزًا في محيطه المهني والإنساني، وترك في نفوس الجميع ذكرى طيبة لا تنسى.
واستمرت الإشادات في بيان “راديو إنرجي مصر”، حيث أجمعت كلماتهم على أن الراحل لم يكن مجرد مسؤول أو مؤسس، بل كان بمثابة الأب والأخ والمعلم. وأشار البيان إلى أن إرثه المهني سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، وأن القيم التي غرسها ستبقى حية في كل من عرفه أو عمل معه. وجاء في ختام البيان: “نتقدّم بخالص العزاء لأسرته الكريمة وذويه، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهمنا جميعًا الصبر والسلوان”.
ومن الناحية التنظيمية، تم الإعلان عن موعد جنازة الراحل، حيث ستقام الصلاة على جثمانه بعد صلاة الظهر في مسجد الشرطة، وذلك بحضور أهله وأصدقائه وأحبائه، قبل أن يُنقل إلى مثواه الأخير ليوارى الثرى في مقابر الأسرة بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، حيث ينتمي إلى جذوره. هذا الحدث المؤلم يمثل نهاية فصل من فصول رجل ترك بصمة واضحة في مجاله، لكنه سيبقى حاضرًا من خلال تأثيره الكبير في من عرفوه.