في أجواء يطغى عليها الحزن والأسى، استيقظت الساحة الفنية المغربية صباح اليوم الجمعة على خبر وفاة الفنان القدير محمد الشوبي، الذي أسلم الروح إلى بارئها بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد شكل هذا الرحيل المفاجئ صدمة كبيرة لدى الجمهور المغربي وزملائه في الميدان، نظرا للمكانة المتميزة التي كان يحتلها بين أعمدة الفن المغربي.
1
2
3
ووفق ما أفادت به مصادر مطلعة، ستُقام مراسم تشييع جثمان الراحل بعد صلاة العصر، حيث سيوارى الثرى بمقبرة الشهداء بالعاصمة الرباط، في جنازة ينتظر أن تكون مهيبة، يحضرها عدد من الشخصيات البارزة في مقدمتهم وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، إلى جانب أفراد من أسرته وأصدقائه المقربين.
وسيشارك في وداع الفنان محمد الشوبي عدد من الوجوه المعروفة في الوسط الفني والثقافي المغربي، من زملائه في المسرح والسينما والتلفزيون، الذين سيحرصون على تقديم واجب العزاء وتكريم مسيرة فنان أعطى الكثير للساحة الفنية المغربية وترك بصمات قوية في ذاكرة المشاهد.
ويُعد الراحل من أبرز الأسماء التي ساهمت في بناء المشهد الفني الوطني، إذ أبدع في أداء مختلف الأدوار التي قدمها عبر الشاشات والمسارح، وتميز بأسلوبه الخاص في التمثيل، وحضوره المؤثر الذي أسر قلوب الجمهور، مما جعله من بين الفنانين المحبوبين والمقربين من الناس على امتداد سنوات طويلة.
وقد عُرف محمد الشوبي بشغفه العميق بالفن والتزامه بقضايا المهنة، حيث ظل طيلة مسيرته وفيا لقيمه الفنية والإنسانية، مساهما في إنعاش الساحة الثقافية المغربية، ومدافعا عن حقوق الفنانين، ومؤمنا بدور الفن في التعبير عن واقع المجتمع وتحفيز الوعي الجماعي.
وبفقدانه، يخسر المغرب واحدا من أعمدته الفنية الذين أغنوا الساحة الثقافية بإبداعاتهم، إلا أن إرثه سيظل راسخا من خلال أعماله التي حفرت لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور. وستبقى مسيرته الفنية شاهدة على جيل من المبدعين الذين صنعوا مجد التمثيل المغربي، ورفعوا رايته في الداخل والخارج.