حقق الفيلم المغربي الطويل “على الهامش – Triple A”، للمخرجة جيهان البحار، إنجازًا مهمًا في مهرجان بروكسل الدولي للفيلم، الذي أقيم في الفترة من 3 إلى 7 ديسمبر في العاصمة السنغالية دكار.
وكان للمغرب شرف أن يكون ضيف شرف المهرجان لهذا العام. الفيلم الذي يتناول قصص حب ثلاثة أبطال مهمشين، تتقاطع مصائرهم بشكل غير متوقع، لاقى إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. فاز الفيلم بجائزتين هامتين: جائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل دور رجالي التي فاز بها الممثل عزيز داداس عن دوره المؤثر في الفيلم.
وإلى جانب “Triple A”، كانت السينما المغربية حاضرة بقوة في المسابقة الدولية للمهرجان، حيث شارك في فئتي الأفلام القصيرة والوثائقية فيلمين آخرين من إنتاج مغربي.
كان الأول هو “أميرة” من إخراج رشيدة السعدي، الذي يروي قصة زوجين يعيشان حياة هادئة لكن رتيبة. أما الثاني، فكان فيلم “Cubarouis” للمخرج عزيز خوادير، وهو فيلم وثائقي مشترك بين المغرب وكوبا، يعكس التحديات الثقافية والاجتماعية التي تواجهها مجتمعات مختلفة.
من خلال هذه المشاركة، أثبتت السينما المغربية قدرتها على تقديم أعمال متنوعة ومؤثرة في الساحة الدولية، وتعزيز حضورها في المهرجانات العالمية.
وفيما يخص فيلم “أميرة”، الذي تم تصويره خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، يعكس هذا العمل الدرامي الحساس تفاصيل الحياة اليومية لزوجين، أميرة وكرم، مع ابنتهم سونيا.
الحياة تبدو هادئة للوهلة الأولى، لكنها تصبح مشحونة بالتوتر عندما تكشف أميرة عن رغبتها في العمل من أجل مساعدة زوجها على شراء شقة جديدة، وهو ما يثير شكوك زوجها كرم حولها، خاصة عندما يكتشف أنها تخفي المال. يتمكن كرم بمساعدة صديقه من ضبط زوجته متلبسة بالخيانة الزوجية، مما يؤدي إلى تصاعد الصراع بينهما.
المهرجان الذي استمر خمسة أيام في دكار، وكان بمثابة منصة لعرض مجموعة متنوعة من الأفلام التي تعكس الأوضاع الاجتماعية والسياسية في بلدان مختلفة، قدم أيضًا فرصًا للتبادل الثقافي والفني بين صناع الأفلام من إفريقيا وأوروبا.
كما أكد المنظمون أن الدورة التاسعة للمهرجان كانت فارقة في مساره، خصوصًا أن دكار، التي تُعرف بحركيتها الفنية ودورها الكبير في السينما الإفريقية، كانت المكان المثالي للاحتفال بهذا الحدث. وكان المهرجان بمثابة احتفال بالسينما الإفريقية وتعزيز تواجدها في بلجيكا وفي الخارج.
وأضاف المنظمون أن الدورة الحالية من المهرجان تميزت بعرض أفلام من بلدان عدة، مع التركيز على الأعمال الأفريقية والبلجيكية، مما ساعد في تعزيز دقة وطموح صناع الأفلام في مختلف أنحاء العالم.
واشتمل المهرجان على ثلاث مسابقات رئيسية: المسابقة الدولية، مسابقة الأفلام الموجهة للشباب، والمسابقات الخاصة بالأفلام الوثائقية. إلى جانب هذه الفعاليات، تم تنظيم لقاءات ومنتديات تهدف إلى بحث التحديات والفرص المتاحة أمام صناعة السينما في المستقبل.
بهذا الشكل، يُعتبر مهرجان بروكسل الدولي للفيلم محطة مهمة تسلط الضوء على السينما العالمية وتفتح الفرصة أمام المخرجين والممثلين المبدعين لعرض أعمالهم، وتعزيز التعاون بين السينمائيين من مختلف الثقافات.
1
2
3