بعد التتويج الأسطوري في الشيلي استقبال ملكي مرتقب لأشبال الأطلس

تعيش العاصمة الرباط على وقع استعدادات كبيرة لتنظيم احتفالات غير مسبوقة بمناسبة التتويج التاريخي لمنتخب أشبال الأطلس بكأس العالم لأقل من عشرين سنة في الشيلي، وهو إنجاز جعل المغرب أول بلد عربي يعتلي هذا العرش الكروي العالمي. وقد أفادت مصادر مطلعة أن العاصمة ستتحول إلى مسرح كبير للفرح الوطني، تعبيرا عن الفخر والاعتزاز بما حققه هذا الجيل الاستثنائي من اللاعبين الشباب.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن موكبا احتفاليا ضخما سيجوب الشوارع الرئيسية للرباط، حيث سيحظى اللاعبون باستقبال جماهيري حاشد يعكس مدى الحب والدعم الذي يحظون به من قبل الشعب المغربي. وستشهد الساحات العامة توافد آلاف المشجعين الذين سيسهرون على تحويل هذا الحدث إلى لحظة تاريخية محفورة في الذاكرة الوطنية.
ومن المرتقب أن يكلل هذا الاحتفال البهيج باستقبال ملكي رسمي في القصر، تكريما لأبطال العالم الذين رفعوا راية الوطن عاليا، ولأفراد الطاقم التقني الذين أسهموا في صناعة هذا المجد الرياضي. وينتظر أن يحظى هذا التكريم الملكي بمكانة رمزية خاصة، باعتباره تتويجا لمسار مشرف توج المغرب بمجد كروي عالمي.
ويجمع المراقبون على أن المنتخب المغربي قدم مسارا استثنائيا في البطولة، حيث أبان عن روح قتالية عالية وعروض فنية راقية. فقد تمكن من التفوق على منتخبات قوية مثل إسبانيا والبرازيل في دور المجموعات، ثم واصل تألقه في الأدوار الإقصائية بتجاوزه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قبل أن يزيح فرنسا من نصف النهائي ويحقق نصرا تاريخيا على الأرجنتين في المباراة النهائية.
هذا الإنجاز المذهل رسخ مكانة المغرب كقوة كروية صاعدة في الساحة العالمية، وأكد أن مدرسة كرة القدم الوطنية باتت قادرة على منافسة أعتى المنتخبات بفضل رؤية واضحة واستثمار متواصل في المواهب الشابة. كما برهن على أن الطموح والإصرار يمكن أن يصنعا المعجزات حين يقترنان بحب الوطن وروح الانتماء.
وبهذا التتويج، يكتب جيل أشبال الأطلس صفحة جديدة من المجد في تاريخ الرياضة المغربية، فاتحا الباب أمام مرحلة جديدة من الأمل والإشعاع الكروي، تعكس صورة المغرب الطامح إلى الريادة عربيا ودوليا في مختلف المجالات.