مريم بلخياط تحتفل بمسيرتها في تصميم الأزياء بإطلاق تشكيلة مغربية تحمل توقيعها الخاص

في أمسية مغربية مميزة احتضنها فضاء “محكمة الباشا” التاريخي، كشفت المصممة مريم بلخياط عن أولى تشكيلاتها المنفردة، والتي حملت عنوانا معبرا عن الأحاسيس والرموز، مؤكدة بذلك بصمتها الراسخة في ساحة الأزياء التقليدية. جاءت هذه الخطوة احتفالا بثمانية عشر عاما من العطاء في مجال تصميم القفطان المغربي، حيث استطاعت أن تترجم تجربتها الطويلة إلى لوحات فنية تنبض بالأناقة والتميز.
وقد اختارت بلخياط لتشكيلتها اسم “همسات”، عنوانا يوحي بالرقي والهدوء، وعبرت من خلاله عن ذوقها الرفيع في دمج الخامات التقليدية بالروح العصرية. وفي تناغم جميل بين المكان والتصميم، جاء العرض محاطا بجمالية الطابع المغربي الأصيل، من الزخرفة إلى المعمار، مما أضفى على الحدث طابعا ساحرا يليق برؤية المصممة وتوجهها الفني.
تميزت المجموعة بتدرجات لونية أنيقة غلبت عليها الألوان الهادئة ذات الطابع الشتوي والفاخر، مثل البني الداكن بلون الشوكولاتة، والأزرق السماوي، والرمادي المائل للأزرق، إضافة إلى الأسود والأبيض، في تنسيق بصري متوازن يمنح كل قطعة طابعها الخاص. أما الأقمشة، فقد تنوعت بين الأورغانزا الناعمة، والجورجيت الحريري، إلى جانب البروكار الفاخر، ما يدل على عناية كبيرة بالتفاصيل وجودة الخامات المستخدمة.
ومن خلال هذه التشكيلة، أبرزت بلخياط قدرتها على المزج بين الخطوط الكلاسيكية والصيحات الجديدة، لتقدم تصاميم تراعي خصوصية المرأة المغربية وذوقها المتجدد. ولم يقتصر العرض على تقديم القفطان في شكله المعتاد، بل تضمن قطعا تحمل لمسة فنية بصرية تسعى إلى إحداث توازن بين التراث والابتكار في كل تفصيلة.
وتأتي هذه المجموعة لتكون بمثابة احتفاء بمسيرة غنية بالنجاحات، استطاعت خلالها بلخياط أن ترسخ لنفسها أسلوبا متفردا يميزها عن غيرها، حيث لم تعتمد فقط على ما هو مألوف، بل سعت إلى تطويره بأسلوب يراعي جمالية القفطان ويمنحه حياة متجددة. وقد تمكنت من تقديم رؤية تصميمية تعكس شخصيتها الفنية واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة والحرفية العالية.
بهذه التشكيلة، تثبت مريم بلخياط من جديد أنها ليست مجرد مصممة أزياء، بل فنانة تعرف كيف تحول الأقمشة إلى سرديات مرئية تحكي قصص الأناقة المغربية. ومع “همسات”، تواصل رحلتها بأسلوب يجسد الهوية المغربية بروح متطورة، ويقدم نموذجا معاصرا للزي التقليدي يعكس ذوق المرأة الباحثة عن التميز.