يعد حميد زيان واحدا من الأسماء البارزة في مجال الإخراج التلفزي المغربي، حيث راكم تجربة فنية متميزة من خلال عدد من الأعمال الدرامية التي لقيت صدى واسعا لدى الجمهور. عرف بأسلوبه السلس في طرح المواضيع الاجتماعية عبر قالب كوميدي أو درامي، وتمكن من ترك بصمته في الساحة الفنية الوطنية من خلال إنتاجات متنوعة نالت استحسان المشاهدين والنقاد على حد سواء.
في تصريح صحفي، تحدث المخرج المغربي حميد زيان عن واقع الأعمال الدرامية المغربية، مشيرا إلى أن تفاوت مستواها بين الجيد والمتوسط والضعيف أمر طبيعي، ولا يقتصر فقط على الساحة الفنية المحلية، بل يشمل الإنتاجات العالمية. وأكد زيان أن هذا الاختلاف لا يعد مؤشرا سلبيا، بل يعكس تنوع التجارب، حيث إن الدول الكبرى كأمريكا تنتج مئات الأعمال سنويا، ولا ينجح منها إلا عدد محدود.
وأبرز زيان أن لكل عمل فني رسالته الخاصة التي يسعى إلى إيصالها للجمهور بأسلوب فني يراعي المتعة البصرية والمضمون الهادف. كما أشار إلى أن الفرق بين السينما والتلفزيون لم يعد واضحا، نظرا لتقارب أدوات وتقنيات الإنتاج في كلا المجالين، مما يفرض على المخرجين تطوير أدواتهم الإبداعية باستمرار.
وتطرق المخرج إلى تجربته الرمضانية الأخيرة من خلال السلسلة التلفزية “زواج ليلة تدبيرو عام”، التي عرضت على القناة الأولى. وصرح بأن هذا العمل يتناول بأسلوب كوميدي قصة ثنائي يواجه مواقف متنوعة خلال فترة خطوبتهما التي تمتد لسنة كاملة، موضحا أن السلسلة سعت إلى الجمع بين الترفيه ونقل مجموعة من الرسائل الاجتماعية ضمن قالب خفيف ومضحك.
وشهد العمل مشاركة مجموعة من الأسماء الفنية البارزة، من بينها فتيحة وتيلي، عبد الحق بلمجاهد، فاطمة ناجي، فاطمة الزهراء قنوع، ربيع الصقلي، أحلام السعداوي، عبير كروي، صويلح، فرح كورديو، وعبد الرحيم الغزواني، وذلك تحت تنفيذ إنتاجي لعبد الرحيم مجد.
وفي حديثه عن أعماله الجديدة، أعلن زيان عن انتهائه من تصوير شريط تلفزي يحمل عنوان “بنت العم”، ينتظر عرضه على شاشة القناة الثانية خلال الموسم المقبل. وتدور أحداثه حول فتاة تنتمي إلى طبقة اجتماعية ميسورة، تنقلب حياتها رأسا على عقب بعد فقدان والديها في حادث مأساوي، لتواجه بعد ذلك أطماع المحيطين بها وسعيهم للسيطرة على إرثها.
ويتناول الفيلم رحلة هذه الفتاة بعد قرارها الهروب من محيطها والمكوث في منزل إحدى الأسر الغنية كمستخدمة، في محاولة لإعادة بناء حياتها النفسية والاجتماعية. وصرح زيان بأن الشريط يمزج بين الطابع الدرامي والكوميديا السوداء، من أجل تقديم قراءة نقدية ساخرة لواقع يمكن أن يعيشه العديد من الأشخاص في المجتمع.
كما عبر المخرج عن ارتياحه للأجواء التي طبعت تصوير الفيلم، مؤكدا أن الفريق الفني والتقني اشتغل باحترافية عالية، مستفيدا من خبرات سابقة في إنتاجات مغربية وأجنبية. ويشارك في هذا العمل عدد من الممثلين المغاربة البارزين، من ضمنهم سحر الصديقي، ربيع الصقلي، عبد الإله عاجل، نجوم الزهرة، عبد الصمد مفتاح الخير، هاجر عدنان، وصويلح.
يواصل حميد زيان مساره الفني بتقديم أعمال تتنوع في مواضيعها وأساليبها، واضعا نصب عينيه تطوير المشهد الدرامي المغربي، من خلال إنتاجات تراعي الجودة البصرية والمضامين الاجتماعية، في توليفة تحرص على تحقيق التوازن بين الرسالة والفرجة.
1
2
3