فقدت الساحة الفنية المغربية صباح السبت، الفنانة الكبيرة نعيمة سميح عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. رحيلها المفاجئ أثار حزنًا عميقًا في قلوب محبيها، وأثار موجة من التأثر لدى أصدقائها والمقربين منها، الذين عبروا عن مشاعرهم بالفقيد الغالي، ومن بينهم الفنانة سميرة سعيد.
سميرة سعيد، التي جمعتها بالراحلة نعيمة سميح علاقة صداقة قوية منذ الطفولة، لم تتمكن من كبح دموعها عند فقدانها. فقد نشرت على حساباتها الخاصة مقطعًا مصورًا قديمًا يظهر لحظات عفوية وجميلة بينهما، أثناء ركوبهما الدراجة النارية. وأرفقت هذا المقطع بكلمات مؤثرة عبرت فيها عن حزنها الكبير. حيث قالت “اليوم فقدت صديقة الطفولة، جزءاً كبيراً من ذكرياتي، ووجهاً كان دائماً مشرقاً بالحياة والتلقائية”.
وتابعت سميرة سعيد حديثها، مؤكدة أن نعيمة لم تكن مجرد صوت استثنائي في عالم الفن، بل كانت شخصية دافئة، مليئة بالمشاعر الطيبة والكرم. وأضافت أن نعيمة كانت تُنير حياتها منذ الطفولة، حيث كانت هي الطفلة المشاغبة بينما كانت نعيمة هي الأكثر فطرية وعفوية بينهن، ما جعل علاقتهما تنمو بشكل رائع.
وتحدثت سميرة سعيد عن قرب الفنانة الراحلة من عائلتها، موضحة أنها كانت بمثابة جزء من حياتها العائلية. واختتمت تدوينتها بعبارات توديع مؤثرة، حيث قالت “قربها من العائلة جعلها جزءاً من حياتي، وحبها سيظل محفوراً في قلبي. رحلتِ، لكن حضورك لن يغيب أبداً. رحمك الله يا نعيمة”. بهذه الكلمات، أكدت سميرة أنها ستظل تذكرها وتكن لها المحبة والاحترام طوال حياتها.
من جهة أخرى، فإن الفنانة نعيمة سميح قد اختارت بشكل مفاجئ الابتعاد عن الأضواء عام 2007، حيث تناقلت الأخبار من محيطها أنها قررت الاعتزال بعد أداء مناسك الحج وارتدائها الحجاب. آخر ظهور للفنانة الراحلة كان في عام 2016، وذلك خلال تكريمها في مهرجان “أصوات نسائية” بمدينة تطوان، حيث لقيت تكريماً حاراً من محبيها وزملائها في الوسط الفني.
تعتبر نعيمة سميح واحدة من أبرز الأهرامات الفنية في المغرب والعالم العربي، وقد تميزت بصوتها الفريد والأداء الاستثنائي الذي جعلها محط إعجاب من جمهورها الكبير داخل المغرب وخارجه. أعمالها الفنية قد تركت أثراً لا يُمحى في تاريخ الفن المغربي، ومن أبرز أغانيها الخالدة “ياك أجرحي”، “جاري يا جاري”، “أمري لله”، “على غفلة”، “غاب علي الهلال” وغيرها من الأعمال التي لا تزال تُسمع حتى اليوم في مختلف المناسبات.
جدير بالذكر أن الفنانة نعيمة سميح تزوجت في بداية السبعينات من البطل المغربي في رياضة الدراجات مصطفى بلقايد، وأنجبا سوياً نجلًا وحيدًا اسمه “شمس الدين”. ورغم أن شمس الدين قد اقتحم مجال الفن مثل والدته، إلا أنه قرر الابتعاد عن الأضواء واختار حياة هادئة بعيدة عن الساحة الفنية، مثلما فعلت والدته في وقتٍ لاحق.
خلفت الراحلة نعيمة سميح إرثًا فنيًا كبيرًا، حيث تعد من أبرز الفنانات اللواتي ساهمن في تطوير الأغنية المغربية والعربية. لقد كانت تمثل النموذج الفريد للفنانة التي تملك من الموهبة ما يجعلها خالدة في ذاكرة أجيال كاملة، وعلى الرغم من رحيلها إلا أن أعمالها ستظل حية في قلوب محبيها.
1
2
3