موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

الخزف تراث مغربي وحرفة يدوية قديمة تحاكي الحضارة والتاريخ عبر الزمن


الخزف المغربي حرفة من الحرف التقليدية التي يشتهر بها المغرب، ومن المعروف جدا أن المغرب يشهد تنوعا كبيرا واختلافا متميزا في الثقافات التي تجعله دون غيره من البلدان سواء العربية أو الغربية، وهذا يظهر لكل شخص يعيش فيه أو يحط رحال زيارته لقضاء بضعة أيام في رحابه.
هذا التنوع الذي يشهده المغرب لا يقتصر على مجال واحد فقط، بل يشمل مختلف المجالات التي قد تخطر على بالك لا سيما في الشق الثقافي والتاريخي.
ومن بين ما يميز المغرب ويجعله بلدا متنوعا وغاية في الجمالية هو الخزف المغربي الذي لا يمكن أن تجد له مثيلا في أي مكان تزوره أو تقودك الأقدار إليه، والكثير من الأشخاص لا يقدرون قيمة هذه الصناعة.
والتي تعتبرا تراثا تاريخيا عتيقا متجدرا في عمق التاريخ المغربي بامتياز، وحتى نقربكم أكثر من هذه الخامات الخزفية ونعرفكم عنها أكثر، إليكم هذه المعلومات المهمة عن الخزف المغربي.
مدن مغربية تشتهر بصناعة الخزف المغربي :
الخزف المغربي هو تلك اللمسة التاريخية العريقة والعتيقة التي تحاكي الزمن وتعبر عن حقب زمنية قديمة ولت ومضت وتركت بصمتها التي ما تزال تعيش معنا في زمننا وفي حياتنا اليومية حتى الآن، فالخزف المغربي سافر عبر التاريخ وعبر الزمن،واشتهرت بصناعته مجموعة من المدن المغربية.
والتي كانت وما تزال ترتبط جماليتها وتاريخها وعراقتها بالخزف المغربي أو ما يسمى الفخار لدى المغاربة، فقد برزت الخزف في كل من فاس العريقة ومدينة مراكش التاريخية وأيضا في مدينة سلا والرباط، إلا أنه رغم شهرة هذه المدن المغربية بلمسة الخزف وصناعته.
إلا أنه استقر بشكل كبير وشامل في مدينة أسفي المغربية التي تشهد مساحة كبيرة منها صناعة الخزف وتشتهر بها ليس في المغرب فقط، وإنما تجاوزت ذلك لتصبح المدينة المشهورة بصناعة وتصميم وتزيين وبيع الخزف المغربي بكل أشكاله وأنواع وأحجامه، بالإضافة إلى تاريخها والقلع الموجودة فيها.
مدينة أسفي قبلة للسياحة الرائجة ومركز للخزف التقليدي :
رغم أن صناعة الخزف المغربي حرفة برزت أولا في مدينة فاس التي تسمى ملتقى الصناعات التقليدية المختلفة ومركزا لكل الحرف التقليدية التي يشتهر بها المغرب، والتي كانت الانطلاقة الأولى حتى للتجارة المتنوعة.
إلا أن هذه الصناعة انتقلت نحو عدة مدن مغربية، لتستقر بشكل كبير في مدينة أسفي، وتنتشر في بعض المناطق البسيطة بالمدن التاريخية العتيقة الأخرى، كمراكش، وتمكنت مدينة أسفي من الحفاظ على هذه الصناعة منذ قرون إلى يوما الحالي.
بفضل تمسكها بهذه الحرفة التقليدية بشكل عميق ومنحها الصناع التقليديون الذين يبدعون في هذا المجال كل اهتمامهم واستطاعوا أن يورثوها لأبنائهم حتى تكون الإرث الذي ينتقل من جيل لجيل والحفاظ عليه من الاندثار أو الإهمال أو التغيير والتحريف.
تصاميم وأشكال مختلفة من الخزف تخطف الأنظار:
كل من يزور مدينة أسفي المعروفة بصناعة الخزف ، من المستحيل أن يذهب دون أن يخصص وقتا لزيارة سوق الخزف المغربي، ليكتشف ويقتني ما راقه من أشكال، ودون أن يمتع نظره بجمالية الأشكال المعروضة أمامه من ديكورات وإكسسوارات ولمسات وخامات مغربية تقليدية وعصرية، تجل الكل يقول ” الخزف المغربي حرفة لا مثيل لها”.
والتي تم فيها المزج بين الاثنين معا، حتى تتميز بتلك اللمسة الفريدة من نوعها، سوق الخزف بأسفي هو المكان الذي لا يخلو من الزوار وحركتهم منذ الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل. يطرحون أمام الزوار كل ما قد يخطر على بالهم وما لا يخطر من الأشكال، التي تتنوع بين الأواني المطبخية، منها ” الطاجين والقصرية والصحون والأباريق والأكواب وغيرها من الأواني”.
و التي تتيح أمام الزوار، خاصة النساء لاقتناء ما يرونه مناسبا وحسب إمكانيتهم المادية، كما أن سوق الخزف بأسفي المليء بالمحلات التي تعرض بضاعتها الساحرة أمام الزوار.تجد فيه ما ترغب فيه وما تحتاج إليه حسب ميزانيتك، إذ تجد الإكسسوارات والقطع إطلاقا من 5 دراهم إلى ما لا نهاية، عروضا قد لا تنتهي ووتغري الزبائن وجذبهم لها.
فضاءات للمعروضات الخزفية تسحر الزائر:
كما أن الأشكال التي تراها أمامك بمجرد أن تطأ قدمك ذاك الفضاء، تسافر بك بجمالية ألوانها الساحرة إلى عالم آخر، ترى فيه لمسة الأصفر اللامعة والأخضر والأزرق والأحمر وحتى الأسود والرمادي ودراجات كل الألوان التي تشجعك على اقتناء القطع دون تردد، بل وزد على ذلك يجعلك جمالها الساحر تقتني أشياء لم تكن تخطط لها.
لكن جمالها جذبك وتجد نفسك لا تستطيع مقاومتها، وفي الحقيقة مهما اقتنين من أشياء لا تندم عليها أبدا خاصة عند العودة إلى منزلك وتراها مناسبة ومميزة وتضفي جمالية تقليدية بزخارفها ونقوشها وألوانها على فضاءات منزلك، وتختلف طرق استعمالها سواء للمطبخ أو في تقديم الحلويات أو المملحات أو غيرها.
كما أنها لمسة تضفي جمالية برونقها الساحر على جمال المطبخ الذي ما يدخله مغربي حتى يعرف أنك اقتنيتها من مدينة أسفي لا سيما أن أسفي تشتهر بخزفها المعروف جدا بلونه الأزرق الفريد من نوعه وبجمالية زخارفه ونقوشه التي لا يمكن أن تجدها في خزف آخر تمت صناعته في مدن مغربية أخرى.
طرق وخطوات تصميم إكسسوارات الخزف المغربي:
تعرف صناعة الخزف المغربي، على أنها من الصناعات التقليدية المميزة التي توجد في المغرب، والتي تحمل في طياتها الكثير من الخامات الراقية، وتجد الكثير من الأشخاص يعملون ويبذلون جهدا فيها حتى تكون تلك القطع المميزة جاهزة ومعروضة أمام الزوار والراغبين في اقتناءها.
وأيضا الاختيار منها حسب ذوقهم، وحتى تكن هذه القطعة جاهزة هناك مجموعة من الخطوات والطرق التي يجب تتبعها تدريجيا من قبل الصناع التقليديين الذين يبدعون فيها والتي سنعرفكم عنها من خلال هذا النقط:
تصميم الخزف المغربي بعجلة الفخار:
عندما يقبل الصانع التقليدي بتصميم قطعة من القطع التي تشتهر بها صناعة الخزف المغربي، لا بد أن يقوم أولا باختيار التربة الصالحة ثم خلطها بالماء إلى أن يحصل على عجين الطين الذي يجب أن يكون لين وناعما جدا وبدون شوائب حتى لو كان دقيقة.
إذ أن النعومة في هذه الحالة تسهل عملية تصميم النموذج دون عناء ودون مشقة، وهذه العجينة المكونة من الطين تسمى بعجلة الفخار التي يتم اختيارها بعناية كبيرة من قبل كبار الصناع التقليديين الذي يمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.
تصميم الخزف المغربي وتشكيل النماذج باليد:
بعد أن تتم عملية تليين العجين المكون من الطين الناعم، هنا تأتي مرحلة تشكيل النماذج باستخدام اليد وخلط الطين جيدا بها، وتقسيمها إلى كرات ثم القيام بالضغط عليها وتشكيل النموذج قبل وضعه على الشالة المعتمدة في تسهيل عملية تشكيله جيدا.
والتي تكون عبارة عن آلة الحبال أو اللفائف، ثم العمل على الشكل مع تليينه من حين إلى آخر بقطرات من الماء للوصول إلى الحجم أو الشكل والارتفاع المطلوب، ثم القيام بعملية تنعيمه بعد الانتهاء من تشكيله.
وضع نماذج الخزف المغربي بالفرن لتجفيفها:
بعد الانتهاء من تشكيل النماذج التي يحتاج الصانع التقليدي، هنا يتركها تحت أشعة الشمس لتجف قليلا، قبل أن يقوم بإدخالها للفرن والذي يكون إما تقليديا أو عصريا حسب المتوفر في الورشة، وذلك بهدف أن تتم عملية تجفيفها جيدا أو استعمال أي تحويل كيميائي.
بعدا يتم استخراج تلك القطع من الفرن بعد تجف تماما، ثم تركها إلى أن تبرد ، ليتم أخذها في اليوم الموالي إلى المعلم أو المكان المخصص لتزيينها وتلوينها ورسم مختلف النقوش عليها باستعمال الصباغة ومختلف ألوانها وأنواعها.
وهذه العملية تعتمد على إبداع الرسام التقليدي الذي أصبح متعودا على العمل وأصبحت أصابع يديه تعرف ماذا تفعل بسلاسة وبسهولة، لينتهي الأمر وتجد أمامك نماذج من الخزف المغربي الساحرة.
خلاصة عامة :
عندما نتحدث عن الخزف المغربي، فهنا نتحدث عن حضارة عريقة وتاريخ قديم يعود لقرون من الزمن، والكل يقول عنه ” الخزف المغربي حرفة تقليدية عريقة “، تميز بها المغرب عن غيره بتنوع خرافي من اللمسات التي لا يمكن أن تجدها إلا فيه، ومن بينها الخزف المغربي أو ما يسمى بالفخار بجميع أشكاله ونماذجه وألوانه الساحرة وجاذبيته التي لا تموت ولا تختفي والتي تسحر العين والقلب بجماليتها.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا