تطرق المخرج والمنتج محمد بوزكو إلى القلق المتزايد بشأن ما وصفه بالإقصاء المستمر للسينما الأمازيغية داخل المشهد الفني المغربي، مؤكدا على الحاجة الملحة لإعطاء هذه السينما المكانة التي تستحقها داخل المؤسسات الثقافية الوطنية. وأوضح أن تجاهل هذه السينما يقلل من قيمة التنوع الثقافي المميز للمملكة.
وفي منشور على صفحته بموقع “فيسبوك”، كشف بوزكو عن تقديمه عريضة رسمية إلى مدير المركز السينمائي المغربي، تطالب بوضع آلية واضحة للاعتراف بالسينما الأمازيغية على المستويين الثقافي والسياسي، باعتبارها جزءا أصيلا من الهوية الوطنية.
وأشار إلى أن الفن والسينما يجب أن يكونا أداة تعبير عن واقع وهوية المجتمع، مؤكدا أن أي إنتاج يفتقر إلى فهم دقيق لقضايا المجتمع لا يمكن أن يقدم رسالة فنية قوية أو مؤثرة.
كما شدد على أن العريضة تهدف إلى إدماج السينمائيين الأمازيغ في لجان الدعم والتحكيم الرسمية، إلى جانب تكريم الفنانين الذين ساهموا في إبراز التعدد الثقافي المغربي عبر أدوارهم السينمائية، مما يعكس التنوع الفني للبلاد بشكل ملموس.
ودعا بوزكو أيضا إلى تخصيص مكان دائم للأفلام الأمازيغية ضمن المنصات السينمائية التي تدعمها الدولة، مثل “سينماتك”، لضمان عرض هذه الأعمال بشكل مستمر وتمكينها من الوصول إلى جمهور أوسع، بما يعزز حضور السينما الأمازيغية في المشهد الوطني.
وأكد أن اهتمامه لا يقتصر على الدعم المالي، بل يتجاوز ذلك إلى تعزيز التواجد الثقافي الأمازيغي داخل السينما، مشيرا إلى أن الدستور المغربي يقر بالأمازيغية كلغة وطنية إلى جانب العربية، ومن ثم لا يجوز استثناء أي فيلم أو مخرج ناطق بالأمازيغية من الدعم المخصص للإنتاج السينمائي.
وأشار إلى أن القانون الجديد للسينما لم يتضمن أي بند يشترط دعم إنتاج أعمال ناطقة بالأمازيغية، رغم أن تعزيز القيم الثقافية المتعددة يعد جزءا أساسيا من السياسة الفنية، مما يحد من فرص ظهور هذه السينما وإبرازها على الساحة الوطنية.
وأوضح بوزكو أن هدفه ليس طلب المجاملة أو التودد، بل ضمان الاعتراف بحق السينما الأمازيغية في الوجود والمنافسة جنبا إلى جنب مع السينما العربية داخل المغرب، معربا عن أمله في تعاون جميع الجهات المعنية لإعادة الاعتبار لهذا الجانب الحيوي من الثقافة والهوية المغربية.
1
2
3