احتفال يامال بعيد ميلاده يثير غضب جمعيات الدفاع عن ذوي الإعاقة بسبب عروض مسيئة

أثار لاعب كرة القدم الإسباني لامين يامال موجة من الانتقادات عقب احتفاله بعيد ميلاده الثامن عشر بطريقة وصفت بالمسيئة، بعد أن استعان بأشخاص من قصار القامة لتقديم عروض ترفيهية خلال المناسبة، ما اعتبرته جمعيات حقوقية تجاوزا غير مقبول يمس كرامة هذه الفئة. وقد تحركت إحدى الجمعيات المدافعة عن الأشخاص المصابين بمرض التقزم (الأكوندروبلازيا) لاتخاذ إجراءات قانونية في حق اللاعب، معتبرة ما حدث سلوكا يكرس النظرة التمييزية تجاه ذوي الإعاقة.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن رئيسة الجمعية المذكورة عبرت عن رفضها القاطع لاستغلال ذوي القامة القصيرة في عروض الغناء أو الرقص، معتبرة أن تحويلهم إلى وسيلة ترفيه في مناسبات خاصة يعد نوعا من “التسليع المهين”، خاصة عندما يصدر هذا الفعل عن شخصية رياضية مشهورة تحظى بمتابعة كبيرة في الأوساط الجماهيرية. وأكدت على ضرورة التحرك العاجل لوقف مثل هذه التصرفات التي تكرس الصور النمطية حول ذوي الإعاقة.
وشددت المتحدثة باسم الجمعية على أهمية تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية إزاء ما جرى، داعية الجهات المسؤولة إلى اتخاذ موقف صارم تجاه استخدام الأفراد المصابين بالتقزم في سياقات مسيئة أو ترفيهية لا تحترم إنسانيتهم. كما دعت الجمهور إلى التنديد بمثل هذه السلوكيات والعمل على نشر ثقافة احترام التنوع الجسدي ومحاربة كل أشكال التمييز والإقصاء الاجتماعي.
وفي خضم هذه العاصفة من الانتقادات، اختار يامال عدم الرد المباشر على ما أثير حول تصرفه، إذ لم يصدر أي بيان رسمي أو توضيح يخص الواقعة. ومع ذلك، نشر منشورا مقتضبا على حسابه بمنصة إنستغرام عبر فيه عن امتنانه لجميع من قدم له التهاني بعيد ميلاده، دون الإشارة إلى الجدل المثار أو إلى ما حدث خلال الحفل الذي أثار ضجة إعلامية.
وقد اعتبر عدد من المراقبين أن تجاهل اللاعب للاتهامات الموجهة إليه لا يخدم صورته العامة، خاصة في ظل تصاعد الدعوات إلى محاسبة الشخصيات المؤثرة التي تقوم بتصرفات تعد مسيئة أو تمييزية. فيما يرى آخرون أن توجيه النقد البناء قد يكون وسيلة أفضل لرفع الوعي بخطورة استخدام أشكال الترفيه التي تهين فئات اجتماعية معينة.
ويستمر النقاش عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول مسؤولية النجوم في تصرفاتهم، وضرورة أن تكون تصرفاتهم مثالا يحتذى به، خصوصا لدى الشباب. إذ ينتظر من الشخصيات العامة أن تلتزم بحس عال من الوعي والاحترام تجاه القضايا الإنسانية التي تؤثر في فئات مهمشة من المجتمع.