ياسين أحجام يكشف رفضه للفراغ ويؤمن بأن كل لحظة تستحق أن تعاش بوعي

ياسين أحجام فنان مغربي جمع بين الأداء المسرحي والتلفزيوني والإذاعي، وراكم تجربة متميزة على مدى سنوات جعلت اسمه مقترنا بالاحترافية والتنوع. عرف عنه حضوره القوي سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، كما يتميز بمسيرة ثقافية تتجاوز التمثيل إلى مجالات أخرى مثل الكتابة والتأطير الفني.
في حوار شخصي مليء بالتلقائية، تحدث ياسين أحجام عن طباعه ونظرته للحياة بطريقة تعكس عمق تجربته وتواضعه في الوقت نفسه. قال إن داخله لا يزال يحمل طفولة مشرقة، مشيرا إلى أن هذه العفوية ترافقه في تعاملاته اليومية وتمنحه نوعا من التوازن الداخلي. وفي حديثه عن صفات الإنسان، شدد على أن الوفاء هو ما يقدره في الرجال، أما الأنوثة فهي أكثر ما يلفته في المرأة، في حين يرى في أصدقائه روح التفاؤل والرغبة المستمرة في الاستمتاع بالحياة.
عندما تطرق إلى كيفية استثماره للوقت، أكد أن كل لحظة لها قيمتها، وأنه لا يعترف بفكرة الفراغ، بل يحرص على تحويل كل لحظة إلى مساحة للإنتاج أو التأمل. وبدل أن ينتظر الحظ أو يراهن على الأحلام، يفضل أن يعمل بجد واجتهاد، واضعا نصب عينيه أهدافا واقعية يسعى لتحقيقها. كما أشار إلى أن أكثر ما يخشاه هو فقدان شخص يحبه، وهو ما يترك داخله أثرا لا يزول بسهولة.
بين ياسين أحجام أنه لا يستطيع اختيار مدينة مغربية واحدة ليعيش فيها، فكل مدينة بالنسبة له تحمل ذكرى، وكل مكان في وطنه يخبئ قصة أو لحظة مهمة في حياته. أما عن اختياراته الجمالية، فقد عبر عن حبه للألوان القوية والهادئة في آن، خصوصا الأزرق والأسود، اللذين يعكسان جزءا من نظرته الهادئة للأشياء.
وفي حديثه عن العائلة، توقف عند صورة والده الراحل الذي كان يجمع بين الرسم والشعر والرواية، معترفا بأنه مثل له مرجعا إنسانيا وفنيا ترك بصمة واضحة في مسيرته. أما سينمائيا، فقد اختار فيلم “العراب” باعتباره عملا سينمائيا مؤثرا لا ينسى. موسيقيا، أشار إلى أنه يجد متعة خاصة في الاستماع إلى أغاني كاظم الساهر، التي يرى فيها توازنا بين الكلمة والإحساس.
وعلى المستوى الأدبي، صرح بأن كتاب “حدائق الملك” شكل لحظة مفصلية في نظرته للعالم، لما يحمله من مضامين إنسانية قوية. أما شعراؤه المفضلون فهم الشاعر المغربي أحمد جندول والشاعر العراقي أدهم عادل، لما يمتاز به كل واحد منهما من حس إنساني صادق. وفي المطبخ، لا يخفي تعلقه بطبق الدجاج المحمر مع البطاطا المقلية على الطريقة المغربية، لما يحمله من نكهة أصيلة وارتباط بالبيت والطفولة.
ولم يخف استياءه الشديد من الخيانة والخذلان، معتبرا أن الخطأ الذي يصعب عليه تجاوزه هو الإصرار على الإساءة من دون اعتراف أو اعتذار. أما الشخصية التي أثرت فيه بعمق، فهي الممثل العالمي عمر الشريف، الذي ترك لديه انطباعا قويا عن قوة الحضور والبساطة في آن.
وعن المهنة التي كان يمكن أن يختارها بعيدا عن الفن، أفصح أنه كان يميل إلى المحاماة لما فيها من بلاغة وحرص على العدالة والدفاع عن القيم. وفي نهاية حديثه، بين ياسين أحجام أن نظرته للحياة تقوم على فلسفة خاصة، وصفها بالعدمية البراغماتية، وهو تصور يوازن بين الحياد الواعي والبراغماتية العملية، ويمنحه مساحة داخلية للتأمل والاختيار الواعي.

1

2

3

ياسين أحجام يكشف رفضه للفراغ ويؤمن بأن كل لحظة تستحق أن تعاش بوعي