يعد الفنان المغربي عادل أبا تراب من الأسماء التي استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة متميزة في عالم التمثيل المغربي، بفضل اختياراته الفنية الدقيقة وأدائه المتميز الذي يجمع بين القوة والصدق. ومنذ خطواته الأولى في عالم الفن، أبدى أبا تراب شغفا كبيرا بالمسرح والسينما والتلفزيون، معتبرا أن هذه الفنون الثلاثة تشكل روافد متكاملة لتكوين الممثل وصقل موهبته. وفي لقاء خاص، فتح الفنان قلبه للحديث عن محطات مشواره الفني وأبرز تجاربه الأخيرة، التي زادت من حضوره في المشهد الدرامي المغربي.
وفي سياق متصل، كشف الفنان المغربي في لقاء صحفي تفاصيل تجربته الأخيرة في مسلسل “جرح قديم”، التي اعتبرها من التجارب التي تركت أثرا كبيرا في مسيرته الفنية، خاصة بعد النجاح الذي حققته شخصية بلال بين الجمهور. وأوضح أن تحضيره لهذا الدور تطلب منه جهدا خاصا على مستوى الاشتغال على تفاصيل الشخصية وحركاتها وتعابيرها، حيث سعى لتقديم شخصية مركبة قادرة على ملامسة مشاعر المشاهد وترك أثر نفسي لديه. وأضاف أن التفاعل الكبير للجمهور مع شخصية بلال شكل بالنسبة له تتويجا لهذه التجربة الاستثنائية التي أكدت مرة أخرى قدرته على تجسيد الأدوار المركبة والصعبة.
وفي خطوة جديدة نحو تنويع تجاربه الفنية، تحدث عادل أبا تراب عن مشاركته في فيديو كليب غنائي إلى جانب الفنان Daragonov، معتبرا أن هذه المغامرة أضافت إلى رصيده تجربة مختلفة ومثيرة للاهتمام. وأكد أن هذا التعاون يجسد أهمية تكامل الفنون وضرورة انفتاح الفنان على مجالات جديدة تسمح له بتوسيع دائرة تواصله مع الجمهور. كما أشار إلى أن مثل هذه الأعمال تمثل توجها حديثا في الساحة الفنية، حيث بات الجمهور يتفاعل مع الأعمال التي تجمع بين التمثيل والغناء في قالب فني متكامل.
وفي جانب آخر من اللقاء، أكد الفنان المغربي على مكانة المسرح في حياته الفنية، معتبرا أن المسرح يظل مدرسة الممثل الحقيقية، حيث يمنحه القدرة على التحكم في أدواته الفنية وتطويرها باستمرار. وأوضح أن وفاءه للمسرح يعود لإيمانه العميق برسالته النبيلة، مشيرا إلى أنه يسعى دائما لتحقيق التوازن بين مشاركاته في المسرح والتلفزيون والسينما، وهو التوازن الذي يراه ضروريا للحفاظ على نضج الفنان وتنويع خبراته.
وخلال حديثه عن بداياته الفنية، استرجع عادل أبا تراب ذكريات مشاركته الأولى في فيلم قصير بعنوان “هارون” للمخرج يوسف بريطل، معتبرا هذه التجربة الخطوة الأولى التي فتحت له أبواب عالم التمثيل، تلتها مشاركته في فيلم “شوك” للمخرج مراد الخودي، وهي التجارب التي شكلت له الأرضية الصلبة لبناء مسيرته، وأمدته بالثقة والخبرة اللازمة للتألق في أعماله اللاحقة.
وفي ختام اللقاء، عبر الفنان عن امتنانه الكبير لكل من يواكب خطواته الفنية ويقدر جهوده، معتبرا أن هذا الدعم يشكل الحافز الأهم لمواصلة تقديم أعمال تحمل رسائل إنسانية قوية، وتسهم في إثراء الساحة الفنية المغربية بمضامين جادة وقضايا تلامس نبض المجتمع، مؤكدا عزمه على الاستمرار في هذه المسيرة بنفس الحماس والعطاء.
1
2
3