شهدت الساحة الإعلامية المغربية حدثاً لافتاً مع انطلاق الممثل ربيع القاطي، الشهير بـ”العرندس”، في أولى تجاربه التقديمية عبر برنامج “بطولة الجماهير”. وقد حملت هذه الخطوة مفاجأة للجمهور، إذ انتقل القاطي من كونه نجماً كوميدياً محبوباً إلى مقدم برامج في مجال جديد عليه، مما أثار فضول المتابعين وتوقعاتهم حول أدائه.
ولم تكن رحلة القاطي في عالم التقديم خالية من التحديات، حيث واجه آراءً متضاربة من الجمهور والنقاد على حد سواء. فبينما أشاد كثيرون بأسلوبه المميز الذي جمع بين الفكاهة والجدية، معتمداً على خليط من اللغة العربية الفصحى والعامية، انتقده آخرون لعدم التزامه بالأسلوب الرسمي الذي اعتاد عليه متابعو البرامج الرياضية. وأظهر هذا الانقسام مدى اختلاف توقعات المشاهدين حول طبيعة البرامج الترفيهية والرياضية.
كما أثارت تفاصيل البرنامج جدلاً واسعاً، خاصة بعد تداول مقاطع من أولى حلقاته على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. حيث لفتت إطلالة القاطي، التي تضمنت سترة من الفرو، انتباه المتابعين، فاعتبرها البعض خياراً غير مناسباً لبرنامج رياضي، بينما رأى فيها آخرون تعبيراً عن شخصيته الفنية المتفردة. وأضافت هذه التفاصيل بعداً جديداً للنقاش الدائر حول البرنامج وتقديمه.
إلى جانب ذلك، تباينت الآراء حول قدرة القاطي على قيادة برنامج يعتمد على التفاعل مع الجمهور، حيث يهدف “بطولة الجماهير” إلى استقطاب مشجعي الفرق الرياضية الستة عشر للمنافسة عبر أسئلة ثقافية ورياضية. فبينما وجد بعض المشاهدين أن أسلوبه الحيوي يضفي حيوية على البرنامج، أعرب آخرون عن تشكيكهم في مدى ملاءمته لهذا النوع من البرامج، معتبرين أن خبرته السابقة في التمثيل قد لا تؤهله بالضرورة لتقديم محتوى رياضي.
وعلى الرغم من الانتقادات، فإن تجربة القاطي تبقى خطوة جريئة في مسيرته الفنية، تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول معايير تقديم البرامج ومدى تقبل الجمهور لتحول الفنانين إلى مجالات جديدة. كما تبرز هذه التجربة تحديات الانتقال من التمثيل إلى الإعلام التلفزيوني، حيث يخضع كل اختيار أو تصرف من المقدم للتدقيق والتحليل من قبل الجمهور الذي يمتلك توقعات وتفضيلات متنوعة.
1
2
3