خولة كوين تنتقد موجة التنمر وتكشف معاناتها من الإساءة اللفظية عبر مواقع التواصل

في خطوة مفاجئة، خرجت المؤثرة المغربية خولة غرافي الشرقاوي، المعروفة باسم خولة كوين، بتصريح قوي وحاد عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث قررت أن تكشف حجم المضايقات التي تتعرض لها باستمرار، بسبب مظهرها وطريقتها في التعبير والتصرف، وذلك من خلال مقطع فيديو نشرته عبر حسابها الرسمي على تطبيق أنستغرام، مما أثار موجة من التفاعل بين متابعيها سواء المؤيدين أو المعارضين لها.

1

2

3

وقد اختارت خولة أن تواجه هذه الحملة من الانتقادات الموجهة ضدها بطريقة مباشرة، حيث بدت من خلال الفيديو غاضبة ومستاءة، وعبرت عن انزعاجها من التعليقات السلبية التي تتوصل بها بشكل يومي من طرف مجموعة من متتبعاتها، خاصة الفتيات اللواتي يهاجمنها بشكل جارح، لا يراعي مشاعرها ولا يضع في الحسبان تأثير الكلمات التي تُرمى دون تفكير على شخصية الإنسان وعلى نفسيته.

وتحدثت خولة في المقطع المصور عن مضمون بعض الرسائل والتعليقات المسيئة التي تصفها بصفات جارحة وتمس شرفها وأخلاقها، حيث صرحت بأنها تلقت رسائل حتى عبر تطبيق واتساب، جاءت من حسابات وهمية تحمل في طياتها كلمات جارحة وعبارات مسيئة، وأكدت أنها عادة لا ترد لأنها لا تعير هذه الأمور أهمية، لكنها وصلت اليوم إلى درجة لم تعد تحتمل فيها هذا النوع من التنمر اللفظي، الأمر الذي جعلها تتحدث بصوت مرتفع وتعبر عما يجيش في داخلها من ألم.

ومن خلال حديثها المؤثر، أوضحت خولة أن بعض هؤلاء المتابعين لا يعرفونها شخصيًا، ومع ذلك يتجرؤون على إطلاق أحكام قاسية عليها، بل ويتطاولون على شرف فتاة لم يسبق لهم أن التقوا بها، واستنكرت هذا السلوك العدواني الذي اعتبرته تجاوزًا صارخًا لحدود الأخلاق والأدب، كما أكدت أن مثل هذه الممارسات تكشف عن خلل كبير في منظومة احترام الآخر والاختلاف.

كما لم تتردد خولة في الرد بشكل ساخر على بعض التعليقات التي تنال من أصولها الجبلية، وقالت بنبرة حادة أن الجبالة رمز للكرامة والشرف، ولا يحق لأي كان أن يقلل من قيمتهم، ووصفت الذين يهاجمونها بأنهم لا ينتمون إلى هذا الوطن لا روحًا ولا سلوكًا، بل إنهم أشبه بكائنات غريبة لا تعرف سوى لغة النفاق الاجتماعي والتناقض بين الأقوال والأفعال، حيث يختبئون خلف الشاشات لنشر الكراهية والتجريح دون أي شعور بالذنب.

وانتقلت خولة بعد ذلك إلى الحديث عن ما وصفته بـ”عداوة النساء للنساء”، مشيرة إلى أنها لاحظت أن غالبية التعليقات السلبية تأتي من إناث، وعبّرت عن صدمتها من تصرفات بعض الفتيات اللواتي يشتكين لها في الخفاء من خيانة أزواجهن ومشاكلهن العاطفية، وفي المقابل يكنّ أول من يهاجمها في العلن، الأمر الذي وصفته بالنفاق والازدواجية في المعايير، وهو ما جعلها تتساءل عن الأسباب الحقيقية التي تدفع هؤلاء إلى هذا التناقض الصارخ.

كما لم تخفِ خولة استيائها من بعض سلوكيات النساء اللواتي ينجذبن فقط إلى المظاهر الكاذبة والرجال الذين يعيشون على وقع الحفلات والسهرات، مؤكدة أنها تلاحظ تصرفاتهن وتقرأ تعليقاتهن وترى كيف يدفعهن الهوس بالشهرة والمظاهر إلى تجاهل القيم الحقيقية للمرأة، ووجهت لهن خطابًا لاذعًا مليئًا بالسخرية والمرارة، مبرزة أن الكثيرات فقدن البوصلة وانجرفن وراء الأوهام.

وتعكس هذه الخرجة الإعلامية الجريئة لخولة كوين حجم الضغوط النفسية التي يتعرض لها المؤثرون والمؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل غياب قوانين فعالة تحميهم من العنف الإلكتروني، وهي دعوة ضمنية لإعادة النظر في طريقة تفاعلنا مع المحتوى الرقمي ومع الأشخاص الذين يقفون وراءه، لأن الكلمة قد تكون سببًا في جرح عميق لا يراه الناس لكن يعيشه صاحبه يوميًا في صمت.

خولة كوين تنتقد موجة التنمر وتكشف معاناتها من الإساءة اللفظية عبر مواقع التواصل