الفيلم المغربي “إخوة الرضاعة” يتألق في مهرجان بروكسل للأفلام القصيرة

حقق الفيلم المغربي القصير “إخوة الرضاعة” نجاحًا ملحوظًا بعد أن تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان بروكسل للأفلام القصيرة في نسخته الـ28، الذي سيُعقد بين 24 أبريل و3 ماي 2025. يُعد هذا المهرجان من أبرز الفعاليات السينمائية التي تبرز الأعمال المتميزة في مجال الأفلام القصيرة على مستوى العالم.
الفيلم تم اختياره من بين 4355 عملاً مشاركًا ليكون واحدًا من 46 فيلمًا فقط تم قبولهم في هذا الحدث المهم. يُعد هذا الاختيار دليلاً على الجودة الفنية العالية التي يتمتع بها الفيلم، ويؤكد قدرة السينما المغربية على التميز في المهرجانات الدولية. فيلم “إخوة الرضاعة” يعكس قدرة المخرجين المغاربة على تناول القضايا الاجتماعية بأسلوب سينمائي مبتكر يعبر عن واقع المجتمع المغربي.
تدور أحداث الفيلم في مدينة فاس، وتسلط الضوء على قصة “مريم”، الأم العزباء الشابة التي تنشأ علاقة قوية من الحب والعناية مع الرضيع “كرم”، الطفل اليتيم المتروك. على الرغم من التحيزات الاجتماعية التي تواجه الأمهات العازبات، تقاوم “مريم” هذه الضغوطات الاجتماعية وتحافظ على الرابط الذي يجمعها بـ “كرم”. الفيلم يعرض قصة إنسانية مؤثرة تعكس عمق الروابط الإنسانية وقدرة الفرد على تحدي المجتمع من أجل تحقيق التغيير.
الفيلم من إخراج وكتابة كنزة التازي، التي قدمت من خلاله رؤية فنية مبتكرة، ناقشت موضوعات اجتماعية مهمة بأسلوب سينمائي راقٍ. ويشارك في بطولته كل من نادية كوندة التي تجسد دور “مريم”، بالإضافة إلى فريد الركراكي وأميمة حجوجي. هؤلاء الفنانون قدموا أداءً مميزًا ساعد على نقل مشاعر الشخصيات بشكل مؤثر إلى الجمهور، وجعلوا القصة تنبض بالواقع والعاطفة.
القصة التي يتناولها الفيلم تعكس التحديات التي يواجهها الأفراد في المجتمع المغربي، خصوصًا في ظل النظرة الاجتماعية التي تضع القيود على بعض الفئات. شخصية “مريم” تظهر قوتها الداخلية ورغبتها العميقة في رعاية “كرم” رغم التحديات الاجتماعية الكبيرة، ما يعزز الرسالة الإنسانية التي يحملها الفيلم. العلاقة بين “مريم” و”كرم” تبرز روح الأمومة والحنان، وتؤكد على أهمية الروابط الإنسانية العميقة.
إن اختيار “إخوة الرضاعة” للمشاركة في مهرجان بروكسل للأفلام القصيرة يعكس قدرة السينما المغربية على إبراز القضايا الاجتماعية ذات الأهمية بأسلوب فني راقٍ. من خلال هذا الفيلم، تواصل السينما المغربية تسليط الضوء على موضوعات إنسانية تعكس الواقع المغربي بشكل مبدع، مما يعزز مكانتها على الساحة الدولية.