من التمثيل إلى الإنتاج فنانات مغربيات يخضن مغامرة جديدة لإغناء المشهد السينمائي

يشهد الوسط الفني المغربي في الآونة الأخيرة تحولا لافتا، حيث اتجه عدد من الفنانين نحو عالم الإنتاج السينمائي بخطوات جريئة تعكس رغبتهم في الإسهام الفعلي في تطوير صناعة السينما الوطنية. ويبدو أن هذا التوجه الجديد ينبع من إيمانهم العميق بضرورة تنويع أدوارهم الفنية والبحث عن آفاق أوسع للإبداع خارج حدود الأداء التمثيلي التقليدي.
من بين الأسماء التي اختارت خوض هذه المغامرة السينمائية، تبرز الممثلة أسماء الخمليشي التي أعلنت عن إنتاج فيلم جديد بعنوان مصير امرأة. وتعتبر هذه التجربة بالنسبة لها تحديا فنيا مغايرا لما قدمته في مسيرتها التمثيلية، إذ تسعى من خلالها إلى طرح عمل يزاوج بين الواقعية والرؤية الفنية الهادفة، ويمنح مساحة رحبة للمواهب المغربية للتعبير بحرية وابتكار.
وأكدت الخمليشي في تصريحات إعلامية أن دخولها مجال الإنتاج لم يكن صدفة، بل جاء بعد تفكير طويل ورغبة حقيقية في الإسهام في صناعة محتوى مغربي راق ومؤثر. كما عبرت عن حماسها الكبير لهذه الخطوة التي تراها امتدادا لمسارها الفني وليست خروجا عنه، معتبرة أن الفنان لا يكتمل عطاؤه إلا عندما يصبح جزءا من العملية الإبداعية بجميع مراحلها.
وفي الاتجاه ذاته، تخوض الفنانة ماجدولين الإدريسي تجربتها الأولى في الإنتاج السينمائي من خلال فيلم Cagoules للمخرج محمد مفتكر. ويشارك في بطولته نخبة من الممثلين المغاربة من بينهم عزيز داداس، فهد بنشمسي، سارة بوعابد، ويوسف أوزلال. وتراهن الإدريسي على هذا العمل ليكون إضافة نوعية تثري رصيدها الفني وتفتح أمامها آفاقا جديدة داخل الصناعة السينمائية.
هذه المبادرات الفردية تعكس وعيا متزايدا لدى الفنانين المغاربة بأهمية الانخراط في صناعة الفيلم من الداخل، لا كمؤدين فحسب، بل كفاعلين أساسيين في صياغة الفكرة وبناء الرؤية الفنية والإنتاجية. فالإنتاج بالنسبة إليهم لم يعد مجرد مجال تجاري، بل وسيلة لترجمة طموحاتهم الفنية والدفاع عن هوية السينما المغربية المعاصرة.
ومن خلال هذا الحراك، يبرز جيل جديد من الفنانين الذين يسعون إلى إعادة تعريف دورهم في المشهد السينمائي الوطني، من خلال الجمع بين الإبداع والقيادة الفنية. فكل خطوة إنتاجية من هذا النوع تشكل إضافة حقيقية لمستقبل السينما المغربية، وتفتح الباب أمام أعمال أكثر عمقا وتميزا تعبر عن الواقع المغربي برؤية فنية متجددة.

1

2

3

من التمثيل إلى الإنتاج فنانات مغربيات يخضن مغامرة جديدة لإغناء المشهد السينمائي