أشرف حكيمي يحرز الكرة الذهبية الإفريقية ويؤكد صعود المغرب في كرة القدم القارية

يشكل حصول أشرف حكيمي على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا محطة هامة في مسيرته ومسار كرة القدم المغربية، إذ يعكس التتويج مكانته بين أبرز المدافعين على المستوى العالمي، ويؤكد مرة أخرى قدرة المغرب على فرض حضوره في الساحة الكروية القارية والدولية. هذا الإنجاز لم يكن نتاج الأداء الفردي فقط، بل جاء بعد موسم استثنائي تألق فيه اللاعب مع نادي باريس سان جيرمان والمنتخب الوطني.
تجاوزت أهمية هذا الإنجاز الأرقام والإحصاءات التي حققها حكيمي، رغم كونها استثنائية بالنسبة لظهير أيمن، سواء من خلال تسجيله للأهداف أو صناعته لفرص حاسمة، بالإضافة إلى دوره المباشر في قيادة فريقه الباريسي لتحقيق انتصارات تاريخية. كما أن مساهماته الحاسمة مع المنتخب الوطني خلال سلسلة من الانتصارات وضمان التأهل لنهائيات كأس العالم أعطت صوت حكيمي وزنا إضافيا في التصويت القاري.
يعكس التتويج أيضا استمرار المكانة المرموقة للمغرب في سجل الكرة الإفريقية، حيث أصبح حكيمي خامس لاعب مغربي ينال هذا اللقب بعد أسماء أسهمت في صناعة أمجاد الكرة الوطنية. هذا البعد الرمزي للجائزة يؤكد أن الاستثمارات المغربية في التكوين والبنى التحتية الرياضية، فضلا عن الدعم المقدم للمنتخب، بدأت تؤتي ثمارها على الصعيدين الفردي والجماعي.
على الصعيد الاحترافي والاقتصادي، يعكس هذا الإنجاز قيمة اللاعب السوقية، إذ أصبح حكيمي اليوم أغلى ظهير أيمن في العالم وأحد أعلى اللاعبين دخلا في ناديه، وهو ما يمثل اعترافا دوليا بمستواه ويبرز قدرة اللاعب العربي والأفريقي على منافسة نجوم أندية أوروبا الكبرى.
جاء تتويج حكيمي في موسم تميز فيه المنافسة الإفريقية بشكل كبير، سواء مع المصري محمد صلاح الذي سجل أداء تهديفيا بارزا، أو النيجيري فيكتور أوسيمين الذي حقق أرقاما مميزة في الدوري التركي. ورغم ذلك، تفوق حكيمي بفضل تقييم متكامل لأدائه الدفاعي والهجومي، وقدرته على التأثير المباشر في نتائج فريقه ومنتخبه.
تمثل هذه الجائزة أكثر من مجرد إنجاز فردي، فهي صورة واضحة لصعود جيل مغربي جديد يقود مرحلة تحول في كرة القدم الوطنية ويعزز موقعها على الساحة العالمية. كما تعكس التتويج بملامح مغربية، وتقدم نموذجا للاعب الإفريقي القادر على الجمع بين الاحترافية العالية والتألق القاري.