أعربت الفنانة المغربية هند سداسي عن انزعاجها العميق من انتشار ظاهرة التسول في شوارع المغرب، مشيرة إلى أن هذا الوضع أصبح يشكل مصدر إزعاج كبير لها خلال تنقلاتها اليومية، ويثير شعورها بالاستياء والانزعاج النفسي. وأوضحت أنها أصبحت تشعر أحيانا بالعجز أمام هذا الواقع الذي يفرض عليها التعامل مع المواقف المحرجة والمتكررة بشكل يومي، مما دفعها للتعبير عن قلقها بصراحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفادت سداسي في منشور نشرته على حسابها الرسمي في “إنستغرام” بأنها باتت مجبرة على تقديم المال لكل من يطلبه، خشية التعرض لمضايقات لفظية أو إحراج أمام الآخرين، مؤكدة أن هذا الوضع أصبح يفرض عليها تصرفات لم تكن لتتخيل القيام بها من قبل. ولفتت إلى أن الشعور بالضغط النفسي أصبح يرافقها أثناء تنقلاتها في الشوارع، حيث تجد نفسها أمام خيارات صعبة بين الامتثال للمتسولين أو مواجهة الإحراج أمام المارة.
وأضافت الفنانة في تدوينتها أنها تأمل في أن يتم إيجاد حلول عملية وسريعة لمعالجة هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن التسول أصبح يشكل مصدر قلق ليس فقط لها، بل لجميع المواطنين الذين يعانون من تكرار هذه المشاهد بشكل يومي. وأكدت أن استمرار هذه الظاهرة دون تدخل رسمي يؤدي إلى شعور عام بعدم الأمان، ويزيد من حدة الضغوط النفسية على الناس في الأماكن العامة، مما يستدعي مراجعة السياسات المعتمدة لمواجهة هذه المشكلة.
ولفتت إلى أن مشكلة التسول ازدادت تعقيدا مع ظهور حالات تشمل أطفالا وأشخاصا بلا عمل أو دخل ثابت، مما يجعلهم يضطرون للتوجه إلى الشارع لطلب المساعدة، وهو ما يضاعف معاناة المجتمع ويزيد من شعور المواطنين بالانزعاج وعدم الاستقرار. وذكرت أن بعض المتسولين يستخدمون أطفالهم أو يروجون لقصص شخصية بهدف التأثير على المشاعر، وهو ما يجعل الموقف أكثر تعقيدا ويستدعي إيجاد حلول متكاملة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة وليس مجرد التعامل مع النتائج الظاهرية.
وأكدت هند سداسي على ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع آليات فعالة للحد من هذه الظاهرة، بحيث يتم توفير الدعم الاجتماعي والاقتصادي للأسر المحتاجة، مع العمل على تنظيم حملات توعية للمواطنين حول كيفية التعامل مع المتسولين دون أن يشكل ذلك ضغطا نفسيا عليهم. وشددت على أن معالجة هذه القضية تتطلب تعاون جميع القطاعات المعنية بما يشمل الجمعيات والمجتمع المدني والسلطات الرسمية لضمان استقرار الأوضاع وتقليل حدة هذه الظاهرة في الشوارع.
وختمت الفنانة منشورها بالدعوة إلى تطبيق حلول مستدامة تضمن حماية المجتمع والمارة على حد سواء، مع معالجة الأسباب الجذرية للتسول بدل الاكتفاء بالمعالجة الظاهرية للمشكلة، مؤكدة أن الاهتمام بالمجتمع المحتاج ينبغي أن يكون مدعوما بسياسات واضحة تشمل توفير فرص عمل ودعم الأسر المحتاجة لضمان حياة كريمة لهم ولأطفالهم، وهو ما يساهم في تقليل حالات التسول بشكل فعلي ومستدام.
1
2
3