محمد نظيف يكشف تفاصيل فيلمه الجديد “وارث الأسرار” ويعبر عن رؤية فنية مبتكرة

يعد المخرج والممثل المغربي محمد نظيف من الأسماء البارزة في الساحة السينمائية المغربية، حيث جمع خلال مسيرته بين مهارة الإخراج وحس التمثيل، ليقدم أعمالا تتميز بالعمق الفني والموضوعي. ويحظى نظيف بتقدير كبير من الجمهور والنقاد على حد سواء، لما يقدمه من محتوى يجمع بين قوة السرد وجمالية الصورة، وهو ما يجعله مستعدا الآن لمغامرة سينمائية جديدة بعنوان “وارث الأسرار”.
كشف محمد نظيف في تصريح للصحافة أن عنوان الفيلم جاء ليعكس الطابع الدرامي والفضولي للعمل، موضحا أن القصة مأخوذة عن رواية “انعتاق الرغبة” للكاتبة فاتحة مرشد. وأكد نظيف أن اختيار العنوان جاء ليثير انتباه المشاهد منذ اللحظة الأولى ويدخله في أجواء من التشويق، حيث تتمحور الحبكة حول شخصية فريد (يونس بواب) وكيف أثرت أسرار العائلة على مسار حياته وقراراته ورغباته بشكل لا شعوري، قبل أن يكتشف الحقيقة المخفية لأكثر من أربعين سنة.
وأضاف نظيف أن تصوير الفيلم تم بين المغرب وكندا، مشيرا إلى أن اختيار مونتريال جاء تماشيا مع أحداث الرواية، حيث تبدأ القصة في المغرب مع تلقي البطل رسالة من كندا تكشف له أمرا صادما، لتنتقل الأحداث لاحقا إلى هناك قبل أن تختتم النهاية في المغرب. وأوضح المخرج المغربي أن الجزء الكندي أضفى على الفيلم بعدا دوليا، وكان من المستحيل تحقيق هذا المستوى دون شراكة إنتاجية مع كندا وكيبيك خصوصا.
وأكد نظيف أن فيلم “وارث الأسرار” جمع طاقما فنيا متنوعا يضم ممثلين مخضرمين وأسماء جديدة قادرة على تقديم أدوارها بعمق كبير. وبين في تصريحه أن الفيلم يضم شخصية فريد في مراحل عمرية مختلفة، طفلا (مصعب ناصر) ومراهقا (ياسر كزوز)، إضافة إلى مجموعة من الفنانين المتميزين مثل نادية كوندا، نسرين الراضي، أسماء الحضرمي ومحمد بوصبع من المغرب، ومنية زحزام ومهدي باحماد من كندا. وشدد على أن تكوين فريق قادر على التعبير العميق كان الهدف الأساسي بالنسبة له كمخرج.
فيما يتعلق بالمشاركة في المهرجانات، كشف محمد نظيف أن فيلمه تم اختياره ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان سينمانيا، معبرا عن سعادته الكبيرة بهذه الفرصة. وأوضح أن المهرجان يعرف بتقديره للأعمال التي تعالج العلاقات الإنسانية وتعقيدات الهوية، وأن مشاركة الفيلم المنتج جزئيا في كندا توفر منصة مثالية لالتقاء الجمهور ومواصلة انطلاقته الفنية.
يظهر فيلم “وارث الأسرار” التزام محمد نظيف بتقديم تجربة سينمائية متكاملة، تجمع بين الحكاية المؤثرة والتصوير الفني المميز، معتمدا على فريق قادر على نقل الأحاسيس الدقيقة للمشاهد وإيصال الرسالة الإنسانية للفيلم بوضوح وقوة. وبذلك يواصل نظيف ترسيخ مكانته كأحد أبرز صناع السينما المغربية القادرين على الجمع بين الإبداع الفني والمضمون الجاذب للجمهور.