“دار القفطان” بالرباط تجسد شغف الشابتين ندى ونوار بإحياء الأناقة المغربية الأصيلة

شهدت العاصمة الرباط حدثا لافتا تمثل في افتتاح مشروع “دار القفطان”، الذي جمع بين الأصالة المغربية ولمسات الإبداع المعاصر في عالم الأزياء التقليدية. هذا المشروع الذي أطلقته الشابتان ندى ونوار، يعكس رؤية فنية تسعى إلى إحياء روح التراث بأسلوب يجمع بين الحداثة والهوية المغربية. فبإصرار واضح وحب عميق للتقاليد، تمكنتا من تحويل شغفهما بالقفطان إلى فضاء يحتفي بالأناقة الراقية ويعيد للزي المغربي مكانته في عالم الموضة.
عرف حفل الافتتاح حضور نخبة من الفنانات والمؤثرات في عالم الجمال والأزياء، حيث شكل اللقاء مناسبة للاحتفاء بالإبداع النسائي المغربي ولتسليط الضوء على بصمة المرأة في تطوير الأزياء التقليدية. وقد حظي المشروع بإعجاب الحضور لما يجسده من رؤية جمالية تحافظ على روح القفطان وتمنحه حياة جديدة تواكب الذوق العصري دون أن تفقده هويته الأصلية.
“دار القفطان” ليست مجرد متجر للأزياء، بل هي مبادرة ثقافية فنية تهدف إلى خلق توازن بين الماضي والحاضر، من خلال تصاميم تجمع بين الزخارف التراثية القديمة والخطوط الحديثة البسيطة. وتحرص ندى ونوار على أن تكون كل قطعة تعبيرا عن قصة مغربية، تروى بخيوط الحرير وألوان الفخامة، لتعكس صورة المرأة المغربية المتجددة والواثقة بجذورها.
ويشكل هذا المشروع رسالة فنية تدعو إلى الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية، في زمن تتسارع فيه الموضة وتتشابه فيه التصاميم عبر العالم. فالقفطان بالنسبة لهما ليس مجرد لباس، بل هو مرآة تعكس تاريخا طويلا من الحرفية والذوق الرفيع، وهوية تتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز.
كما يهدف هذا الفضاء الإبداعي إلى تشجيع الحرفيين المحليين على إبراز مهاراتهم في التطريز والنقش والخياطة الرفيعة، مع توفير منصة تجمع المصممات الشابات اللواتي يسعين إلى الارتقاء بالزي المغربي إلى مصاف العالمية. ف”دار القفطان” تمثل نقطة التقاء بين الفن والموضة، وبين الأصالة والابتكار في آن واحد.
لقد استطاعت ندى ونوار أن تترجما شغفهما بالأزياء التقليدية إلى مشروع حقيقي يعبر عن طموحهما في الحفاظ على التراث الوطني من خلال لمسات عصرية تضيف له روحا جديدة. فالقفطان المغربي، بفضل مبادرات كهذه، يظل رمزا للجمال المغربي المتفرد، ودليلا على أن الأصالة قادرة دوما على التجدد حين تمتزج بالإبداع والحس الفني الراقي.