أشعل الإعلامي المغربي رشيد الإدريسي تفاعلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي بعدما نشر مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على “إنستغرام”، دعا فيه إلى ضرورة مراجعة مواعيد الدراسة المعمول بها حاليا في المدارس المغربية. وعبر الإدريسي عن قناعته بأن النظام الزمني الحالي لا ينسجم مع قدرات التلاميذ ولا يراعي جوانبهم النفسية والجسدية، مؤكدا أن طول ساعات الدراسة يؤدي إلى إنهاكهم ويضعف تركيزهم داخل الفصول.
وأوضح الإدريسي في حديثه أن الجدول الزمني المرهق لا يساهم في رفع مستوى التعليم كما يعتقد، بل يجعل التلميذ يعيش حالة من التعب الذهني والجسدي، الأمر الذي ينعكس سلبا على رغبته في التعلم. وأضاف أن جودة التعليم لا تقاس بعدد الحصص اليومية، وإنما بمدى فعالية الدروس وقيمتها المعرفية، وبالأساليب التربوية التي تنمي حب التعلم لدى الطفل وتشجعه على الإبداع.
واقترح الإعلامي أن يتم اعتماد توقيت جديد يبدأ من التاسعة صباحا وينتهي عند الثالثة بعد الزوال، مشيرا إلى أن هذا الإطار الزمني يمنح المتعلمين وقتا كافيا للراحة والمراجعة وممارسة أنشطتهم خارج المدرسة. ورأى أن هذا التعديل يمكن أن يخلق توازنا صحيا بين التعلم والحياة اليومية، ويعيد للتلميذ طاقته وحماسه لمواصلة الدراسة دون شعور بالإرهاق أو النفور من التعليم.
وبين الإدريسي أن النظام الحالي يجعل التلاميذ يغادرون مدارسهم في حالة من التعب الشديد، مما يقلل من فرص استيعابهم ويؤثر على مردودهم الدراسي. لذلك، دعا إلى إعادة التفكير في طريقة تنظيم اليوم المدرسي بما ينسجم مع الإيقاع الحيوي للأطفال ويراعي قدرتهم على التركيز طيلة اليوم الدراسي.
وأكد المتحدث أن أي إصلاح حقيقي لقطاع التعليم يجب أن يشمل جميع الجوانب، وليس فقط تطوير المناهج والمقررات. فتهيئة بيئة دراسية مريحة ومتوازنة تعد عنصرا أساسيا في بناء شخصية التلميذ وتعزيز رغبته في التعلم، لأن التعليم الفعال لا يمكن أن يتحقق في ظل التعب الذهني والضغط الزائد.
واعتبر رشيد الإدريسي أن النهوض بالمدرسة المغربية يمر عبر رؤية شمولية تعيد الاعتبار للطفل كمحور أساسي في العملية التعليمية، مشددا على أهمية فتح نقاش مجتمعي حول الزمن المدرسي بمشاركة المختصين والتربويين. فالغاية، حسب تعبيره، هي صياغة نموذج تعليمي أكثر إنصافا وإنسانية يحافظ على طاقة التلميذ ويمنحه فرصة حقيقية للنمو والتطور المعرفي.
1
2
3