شهدت مدينة الجديدة مؤخرا حدثا مأساويا بعدما تعرض الطفل البشير، البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما، لاعتداء جنسي جماعي خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، وهو ما أشعل موجة كبيرة من الاستنكار والتضامن على منصات التواصل الاجتماعي. وقد تحولت قضيته إلى موضوع رأي عام يثير الكثير من التساؤلات حول ضعف آليات حماية الأطفال في مثل هذه المناسبات الشعبية.
وقد عبرت مجموعة من الأسماء المعروفة في الوسط الفني والإعلامي والثقافي عن رفضها الشديد لهذه الجريمة البشعة، مطالبة بإنزال أشد العقوبات بحق الجناة. ومن بين الأسماء التي سارعت إلى التفاعل مع القضية نجد الإعلامي صامد غيلان والفنانة رباب كويد، إلى جانب أسماء أخرى كلبنى شكلاط، نبيل عاطف، أسامة رمزي، نادية آيت، ندى هداوي والمؤثرة مريم أصواب، وغيرهم من الشخصيات التي أبدت موقفا قويا دفاعا عن الضحية.
وأطلق هؤلاء المشاهير حملة رقمية قوية عبر حساباتهم الرسمية تحت شعار “كلنا البشير”، بهدف إيصال صوت الطفل إلى أوسع شريحة ممكنة، والتنبيه إلى خطورة ما جرى باعتباره جريمة تهدد براءة الأطفال وتقوض إحساسهم بالأمان. وقد لاقت هذه المبادرة تفاعلا واسعا من طرف متابعين كثر، الذين اعتبروا القضية قضية مجتمع بأسره وليست مجرد واقعة فردية.
أما على المستوى القضائي، فقد تحركت النيابة العامة بسرعة، حيث أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة بوضع أحد المشتبه فيهم الراشدين رهن الحراسة النظرية، في انتظار استكمال الأبحاث الجارية. كما جرى تحديد هويات مشتبه بهم آخرين، فيما لا تزال السلطات تسابق الزمن لإلقاء القبض عليهم. وقد شمل التحقيق إجراء خبرة طبية شرعية للطفل والاستماع إلى أقواله بحضور والدته.
وتكشف تفاصيل هذه الحادثة المؤلمة عن واقع اجتماعي قاس يعيشه البشير، فهو طفل يتيم يعيش تحت كفالة والدته التي تعاني من إعاقة، مما يضاعف من هشاشته ويزيد من معاناته. هذا الوضع أثار تعاطفا واسعا وأعاد النقاش حول مسؤولية المجتمع والدولة في توفير الرعاية والحماية للأطفال خاصة في الفضاءات العمومية.
لقد اعتبرت قضية البشير صرخة مدوية دفعت الكثيرين إلى دق ناقوس الخطر بشأن غياب تدابير الحماية في التجمعات والمواسم الشعبية، إذ أكد عدد من المتابعين أن ما وقع لا يمثل فقط مأساة شخصية بل يمثل كذلك مرآة تعكس خطورة الإهمال الذي قد يعرض الطفولة المغربية لمخاطر جسيمة.
1
2
3