إفران تبرز مهارة الصانع التقليدي المغربي من خلال معرض يحتفي بالتراث ويعزز الاقتصاد المحلي

في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس لتثمين الموروث الحرفي وتحفيز الابتكار داخل القطاع، تم إطلاق فعالية جهوية كبرى بمدينة إفران تجمع بين جمال المنتوجات التقليدية وقيمة الصناعة اليدوية الأصيلة. ويأتي هذا الحدث بتنظيم مشترك بين الغرفة والقطاعات المعنية بالصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني، إلى جانب مؤسسة دار الصانع، وبدعم من المديريات الجهوية والإقليمية المختصة، وذلك في الفترة الممتدة من 3 إلى 31 يوليوز 2025 بساحة القدس، حيث يستقبل المعرض 260 مشاركا يمثلون مختلف مناطق الجهة في ثلاث مراحل متتابعة.
يعد هذا المعرض منصة نوعية لتقديم أعمال حرفية متقنة تتميز بجودتها وتنوعها، إذ يجمع بين إبداعات تقليدية تعكس غنى المخزون الثقافي للمغرب وتفاصيل جمالية مستوحاة من البيئة المحلية. ويشكل الحدث فرصة مميزة للزوار القادمين من شتى ربوع المملكة ومن خارج الوطن لاكتشاف براعة الصانع المغربي وذوقه الرفيع، في أجواء تزاوج بين الحداثة والأصالة.
إلى جانب الجانب الاستعراضي، يسعى المعرض إلى إرساء علاقات تجارية مستدامة من خلال فتح المجال أمام العارضين لإبرام صفقات وتسويق منتوجاتهم بطريقة مباشرة. كما يوفر الحدث فضاء للتعارف المهني وتبادل المهارات، مما يسهم في تعزيز دينامية العمل الحرفي وتطوير قدرات الصناع التقليديين.
ومن خلال احتضان هذه الفعالية، تؤكد مدينة إفران مرة أخرى مكانتها كوجهة سياحية وثقافية قادرة على استقطاب التظاهرات الكبرى التي تدعم الاقتصاد المحلي وتخلق فرصا جديدة للاندماج الاجتماعي عبر الصناعة التقليدية. ويعزز المعرض بذلك من إشعاع المدينة على الصعيدين الوطني والدولي، بفضل ما توفره من فضاءات عرض ولقاء بين مبدعين يحملون تراثا عريقا في قوالب متجددة.
يسهم المعرض الجهوي أيضا في إعادة ربط الأجيال الصاعدة بجذورها الثقافية من خلال الاطلاع على المهن التقليدية المتنوعة، والتفاعل المباشر مع الصناع الذين يقدمون نماذج حية من تقنيات الإنتاج اليدوي. وهذا ما يجعل من التظاهرة أداة تربوية وتوعوية موجهة للزوار من مختلف الفئات.
وتظل هذه المبادرة شاهدا على الإرادة المشتركة بين مختلف المتدخلين لدعم قطاع الصناعة التقليدية ليس فقط كرافد اقتصادي، بل كعنصر أساسي في الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية وترويجها في المحافل الوطنية والدولية.