موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

داوود ولاد السيد يكشف أهمية المهرجانات السينمائية ودور فيلمه “المرجة الزرقا” في تعزيز الثقافة المغربية


داوود أولاد السيد هو مخرج سينمائي وفنان فوتوغرافي مغربي معروف، ولد بمدينة مراكش عام 1953. حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الفيزيائية من جامعة نانسي الفرنسية في عام 1981، وعمل أستاذا جامعيا بكلية العلوم في الرباط حتى عام 2005.
بدأ حياته المهنية في مجال التصوير الفوتوغرافي، حيث أقام عدة معارض داخل المغرب وخارجه، قبل أن يلتقي بالمخرج الراحل أحمد البوعناني الذي قاده نحو عالم السينما. تلقى تدريبا سينمائيا في ورشة “فيميس” بمدينة باريس عام 1989، الأمر الذي ساهم في إطلاق مسيرته الإخراجية.
نال العديد من أفلامه جوائز وتكريمات في مهرجانات سينمائية مرموقة، حيث حظي بالتقدير لإسهاماته الكبيرة في تطوير السينما العربية.
يعد داوود أولاد السيد من أبرز المخرجين المغاربة الذين أسهموا في إثراء السينما الوطنية والعربية من خلال أعمال فنية تجمع بين التعبير الإبداعي والواقع الاجتماعي، مقدما رؤى سينمائية فريدة ومؤثرة.
وفي خروج إعلامي له كشف المخرج داوود ولاد السيد أن المهرجانات السينمائية تلعب دورا محوريا في إثراء المشهد الثقافي والفني، فضلا عن كونها وسيلة فعالة لجذب الجماهير وتشجيعهم على متابعة الإنتاج السينمائي المغربي، مما يتيح لهم فرصة مشاهدة انعكاس هويتهم وصورتهم في الأعمال المعروضة.
وأشار إلى ترحيبه بإطلاق مهرجان سينمائي في مدينة إنزكان، معتبرا أن مثل هذه المبادرات تضيف نشاطا وحيوية إلى الساحة الثقافية والفنية في مختلف مناطق المغرب، وتسهم في تحفيز الإبداع وتنشيط الفعاليات الفنية.
كما كشف عن استمراره في التحضير لمشاريع فنية جديدة، معبرا عن رضاه الكبير للنجاح المستمر لفيلمه الأخير “المرجة الزرقا”، الذي صور في منطقة أسا أزاك، ومؤملا في أن يحظى بعروض إضافية في مهرجانات قادمة.
يروي الفيلم قصة طفل كفيف يتيم يدعى يوسف، يعيش مع جدته وجده بعد فقدان والديه، ويبدأ رحلة مليئة بالتحديات لاكتشاف العالم من حوله، متحديا العقبات التي يفرضها عليه فقدانه للبصر.
تنقل أحداث الفيلم المشاهد عبر الأقاليم الجنوبية، وبالأخص الصحراء المغربية، حيث يقضي الطفل مع جده أوقاتا مليئة بالمغامرة والاكتشاف، مستكشفين أسرار البيئة الجديدة التي تجمع بين الغموض والجمال.
اختار المخرج أسلوب سرد بسيط يركز على العلاقة الإنسانية التي تجمع الطفل الكفيف بجده، حيث يسعى الجد لإدخال السعادة إلى قلبه ومرافقته في تحقيق رغباته، مع المحافظة على لمسة غموض تحيط بالمشاهد دون الإفصاح عن كل التفاصيل.
على الرغم من شغف الطفل بالتصوير الفوتوغرافي، الذي يظهر من خلال حمله للكاميرا التي أهداه إياها جده، إلا أن الفيلم لا يعرض الصور التي يلتقطها، كما أن الطرفين لا يصلان إلى “المرجة الزرقا” في نهاية القصة، مما يضيف إلى الطابع الرمزي للعمل.
ركز الفيلم على إبراز الجمال الطبيعي للمواقع الصحراوية أكثر من التركيز على الشخصيات، مع ترك مساحة مفتوحة لتأويل الأحداث، وعدم التوضيح الكامل لكل ما يجري، مما يمنح المشاهد فرصة للتفكير والتأمل.
أكد داوود ولاد السيد أن اعتماده على أسلوب البساطة والغموض في العمل يهدف إلى خلق تجربة سينمائية تسمح بقراءات متعددة للنهاية، مع تقديم القصة بطريقة إيحائية تبتعد عن الإفصاح الكامل والمباشر.
يرى المخرج أن بساطة الطرح وعدم الإفراط في التفاصيل يعودان إلى إيمانه بضرورة التعامل مع القضايا المعقدة بهدوء، مع اعتماد إيحاءات غير مباشرة بدل التفسير المفصل لكل الأحداث.
وفيما يتعلق باستخدام الصحراء كخلفية رئيسية في الفيلم، أوضح أن طبيعة القصة والموضوعات هي التي تحدد شكل الديكور والشخصيات والملابس، وليس الاختيار العشوائي، ما يجعل العمل يحمل طابعا خياليا ورمزيا في آن واحد.
شارك داوود ولاد السيد في فعاليات الدورة الأولى لمهرجان إنزكان للفيلم، الذي ركز على إبراز الثقافة الأمازيغية، وضم مجموعة من الشخصيات السينمائية البارزة من مخرجين ومنتجين وممثلين، إلى جانب حضور نقاد متخصصين.
كرم المهرجان عددا من الفنانين المتميزين مثل سانديا تاج الدين، عبد الله ديدان، عبد العزيز اوسايح، وأحمد نتاما، تقديرا لإسهاماتهم القيمة في إثراء المشهد الفني الوطني.
شهد المهرجان، الذي استمر لثلاثة أيام، تنظيم فعاليات متنوعة شملت عروض أفلام محلية ودولية، لقاءات مع مبدعين ومحترفين، ندوات فكرية حول قضايا السينما، بالإضافة إلى ورش تدريبية تستهدف الشباب والمهتمين بتطوير مهاراتهم في التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو وتقنيات السمعي والبصري.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا