موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

فتاح الغرباوي يكشف صدمة الواقع بين أحلام الفن وحقيقة الوسط الفني


حين خطا فتاح الغرباوي أولى خطواته نحو مجال التمثيل، كان يحمل في قلبه حماسة كبيرة وتصورات مثالية عن الفنانين الذين طالما اعتبرهم رموزا للرقي والنبل. فقد ظن أن هؤلاء يعيشون وفق مبادئ سامية تتجلى في سلوكهم اليومي، ويشكلون قدوة مجتمعية تحكمها الأخلاق والتفاهم. غير أن الواقع سرعان ما بدد تلك الآمال، وأزاح الستار عن مشهد مختلف كليا عما توقعه.
في بداية مشواره، كان يأمل في أن تحيط به شخصيات راقية تتقاسم معه حب الفن وتقدير الإبداع. كان يرى في الساحة الفنية فضاء يسوده الاحترام والتقدير المتبادل، ويعتقد أن العلاقات داخل هذا الوسط تحكمها روح التعاون وصفاء النية. إلا أن لقاءه المباشر بعالم الفن كشف له عن مواقف وتجارب لم تخل من خيبات الأمل وسوء الفهم، مما أفسد تلك الصورة الناصعة التي رسمها في ذهنه.
حين بدأ يشارك في الأعمال الفنية ويتعامل مع فنانين من مختلف الخلفيات، فوجئ بغياب الصفات التي اعتبرها بديهية في هذا المجال. فقد وجد أن بعضهم يفتقرون إلى روح التعاطف والمهنية، وأن العلاقات لا تخلو من التوتر والحسابات الضيقة. هذه الصدمة دفعته إلى التعبير بمرارة عن ما يختلج في نفسه، فاختار منصته على إنستغرام ليبوح بما عاشه من خذلان ويكشف بعضا من كواليس هذا الوسط المعقد.
ورغم كل ما رآه وواجهه، ظل فتاح الغرباوي متمسكا بإيمانه في أن الفن الحقيقي لا يزال نابضا بقيمه الأصلية، وأن هناك من يستحقون فعلا أن يطلق عليهم لقب “فنان”. أكد في إحدى تعليقاته أنه لا ينكر وجود تجارب مريرة، لكنه يرى في بعض الوجوه الفنية شموعا تضيء دروب الإبداع وتحافظ على نقاء الرسالة الفنية. هذا الأمل، رغم ضعفه، كان بمثابة شعاع ينير طريقه ويمنحه رغبة في الاستمرار.
من جهة أخرى، أثارت ملاحظاته نقاشا واسعا على منصات التواصل، حيث رأى البعض في تصريحاته اعترافا نادرا بما يدور خلف الستار من منافسات وصراعات. وهناك من اعتبر أن هذا الكلام يفضح تناقضات الوسط الفني، ويعري ما يحاول البعض تغليفه بمظهر الاحترافية والنجاح. في حين ذهب آخرون إلى القول إن هذا الانطباع ربما يكون وليد لحظة يأس، ولا يمكن تعميمه على جميع من ينتمون إلى هذا المجال.
وقد انقسمت آراء المتابعين بين متفهم لما طرحه الغرباوي ومشكك في دوافعه، حيث رأى البعض أن ما قاله ينبع من تجربة شخصية قد لا تعكس واقع الجميع، فيما رأى آخرون أن هذه المصارحة ضرورية لكشف الحقائق. في كل الأحوال، تبقى رسالته إشارة إلى جانب مسكوت عنه داخل عالم الفن، لا يظهر للعيان في خضم الأضواء والبهرجة الإعلامية.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا