أنس محسن يسلط الضوء على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في العلاقات والعمل الفني المشترك

في تصريح حديث، سلط الفنان أنس محسن الضوء على التحولات التي طرأت على العلاقات الإنسانية بفعل الاستخدام المكثف لمواقع التواصل الاجتماعي، مبرزا أن هذه المنصات أصبحت تتدخل بشكل مباشر في تفاصيل الحياة الزوجية وتحد من التواصل الحقيقي بين الشريكين، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تصدع الروابط العاطفية بفعل الانشغال بالمظاهر الخادعة والمقارنات السطحية.
ومن خلال مشاركته في الفيلم المغربي فرصة ثانية، كشف أنس عن تجربته المهنية إلى جانب المخرج هشام الجباري، حيث أشار إلى أن التفاهم المتبادل بينهما ساهم في خلق أجواء عمل يسودها الانسجام والدعم، مما انعكس إيجابا على أداء الفريق ككل. كما أضفت مدينة الرباط، بطابعها الحضري الهادئ، بعدا بصريا خاصا زاد من جمالية المشاهد المصورة في أرجائها.
وتناول أنس أيضا التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان، مؤكدا أن العقبات جزء لا يتجزأ من مسار التطور والنمو، وأن الإرادة الصلبة هي السبيل لتجاوز الانكسارات واستعادة التوازن. وبحسب قوله، فإن الحياة لا تمنح فرص النجاح على طبق من ذهب، لكنها تمنح لكل شخص مساحة يعيد من خلالها تشكيل ذاته وبناء مستقبله.
وفي معرض حديثه عن الزميل الزبير هلال، أعرب أنس عن إعجابه بالدور الدرامي الجديد الذي جسده، والذي شكل نقلة نوعية في مسيرته الفنية بعد أن عرف بتجسيد الشخصيات الكوميدية. واعتبر أن هذا النوع من التحولات في الأدوار يعزز من ثراء المشهد الفني، ويمنح المشاهد فرصة للتفاعل مع وجوه مألوفة بأساليب غير تقليدية.
أما فيما يخص المحتوى المنتشر عبر منصات التواصل، فقد عبر الفنان عن قلقه من التوجه المتزايد نحو مشاركة تفاصيل الحياة الخاصة بين الأزواج، مشددا على أن هذه السلوكيات تقوض مبدأ الخصوصية وتحول العلاقات إلى عروض استعراضية تقيم بعدد الإعجابات والتعليقات. وأوضح أن هذا النهج يربك مفاهيم الحياة الحقيقية، ويخلق توقعات غير واقعية لدى المتابعين.
وبأسلوب ناقد، أشار أنس إلى أن بعض الصور والمقاطع التي تنشر على هذه المواقع لا تعكس الواقع كما هو، بل تهدف إلى كسب التفاعل وزيادة عدد المشاهدات، مما يكرس مفاهيم مضللة حول طبيعة العلاقات ويضع الأفراد تحت ضغوط نفسية غير مبررة. ودعا إلى ضرورة التعامل بوعي مع هذا المحتوى، وتذكر أن وراء الصورة اللامعة قد تخفى مشاعر معقدة لا تظهر للعلن.