تكريم الفنانة فاطمة وشاي في مهرجان “دار الفن الدولي” للمسرح بفاس

يشهد مهرجان “دار الفن الدولي للمسرح وفنون الفرجة” في نسخته السادسة تكريماً خاصاً للفنانة المغربية القديرة فاطمة وشاي، وذلك تقديراً لإسهاماتها اللامحدودة في المجال المسرحي والفني. سيُحتفل بمسيرتها الطويلة والمتميزة التي تركت خلالها بصمة واضحة في المشهد المسرحي المغربي، إلى جانب تكريم الفنان خالد الزويشي. هذا التكريم يعكس مدى تقدير المهرجان للفنانين الذين ساهموا بشكل فعّال في إثراء الساحة الفنية بالمغرب.

المهرجان، الذي ستنطلق فعالياته من 29 نونبر إلى 1 دجنبر في مدينة فاس، ينظم تحت شعار “المسرح في خدمة قضايا الشباب”. ويعد هذا الحدث الفني والثقافي مناسبة هامة للتأكيد على الدور الريادي للمسرح في معالجة القضايا الاجتماعية، خاصة تلك التي تخص الشباب. ومن خلال فعاليات المهرجان، سيتم تسليط الضوء على دور المسرح في تحفيز الحوار والإبداع بين الأجيال الجديدة، وتشجيعها على مواجهة التحديات المجتمعية والفكرية.

يستضيف المهرجان مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة التي ستقدمها فرق من مختلف المدن المغربية مثل فاس والدار البيضاء، بالإضافة إلى فرق دولية من فرنسا. هذا التنوع في العروض يعكس غنى التراث المسرحي الوطني والدولي، ويمنح الجمهور فرصة لاكتشاف أساليب مختلفة من الإبداع المسرحي. إلى جانب العروض، سيتم تنظيم ورشات تكوينية بإشراف خبراء من فرنسا وبلجيكا، مما يعزز فرص تبادل الخبرات وتطوير المهارات بين المبدعين الشباب في المغرب.

وفي إطار المهرجان، ستُعقد ندوة فكرية تجمع أكاديميين ومختصين في المسرح، حيث ستناقش آخر التطورات في هذا المجال وكيفية استثمار الفن المسرحي في معالجة القضايا المعاصرة. كما ستكون هذه الندوة منصة لفتح نقاشات حول دور المسرح في توعية المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها الشباب.

يهدف مهرجان “دار الفن الدولي” إلى التأكيد على أهمية المسرح كأداة للتوعية المجتمعية، ووسيلة فعالة لمكافحة العنف وتعزيز قيم الإبداع والتسامح بين الأجيال الشابة. ومن خلال التركيز على قضايا الشباب، يسعى المهرجان إلى إرساء ثقافة مسرحية تشجع على التفكير النقدي وتعزز من قيمة الفن كأداة تثقيفية.

بتكريمه للفنانة فاطمة وشاي، يؤكد المهرجان على تقديره للأسماء الكبيرة التي قدمت للمسرح الكثير من الإبداع والتفاني، وجعلت من هذا الفن منبراً حياً للتعبير عن قضايا المجتمع. إن تكريمها يعكس الوفاء لإسهاماتها، ويحفز الأجيال الجديدة على متابعة هذا الطريق الفني الرفيع.