مهدي فولان يعود بدور محوري في “الحب المُر” ويكشف أسرار العلاقات السامة

مهدي فولان الذي يعتبر بطلا للفيلم يشارك في العمل الجديد الحب المر إلى جانب خديجة زروال، في تجربة سينمائية درامية اجتماعية كتب سيناريوها وحوارها محمد بوفتاس. ويهدف الفيلم إلى تسليط الضوء على العلاقات الأسرية من منظور مختلف، كاشفا ما تخفيه المظاهر الخارجية من هشاشة إنسانية وجروح عميقة.
يتناول الفيلم الذي تبلغ مدته 90 دقيقة قضية حساسة في المجتمع المغربي، وهي العلاقات السامة المبنية على النرجسية والعنف العاطفي، ويستعرض كيف يمكن للحب غير المتوازن أن يتحول إلى قيود خانقة تستنزف الطرف الأضعف، وتحول المنزل من مساحة للأمان إلى ساحة صراع يومي.
تركز الأحداث على شخصية امرأة تعيش علاقة معقدة مع زوجها، حيث تتقلب بين الوعود الزائفة والانكسارات المتكررة، ويبرز الفيلم الصراع الداخلي الذي يعيشه الطرف الأضعف بين التمسك بالأمل ومواجهة الواقع، وبين الرغبة في التحرر والخوف من الانهيار النفسي.
مع تطور مجريات الأحداث، يظهر كيف تكشف الحياة تدريجيا عن الحقائق المخفية، ويبرز الدور المحوري للصداقة النسائية في تقديم الدعم ومساعدة المرأة على رؤية ما كانت تمنعه عنها الضغوط والمشاعر المتشابكة، كما يوضح الفيلم القوة الكامنة في المرأة حين تختار مواجهة الألم بدلا من التعايش معه بصمت.
يمتاز الفيلم بقدرته على لمس المشاهدين عبر قصة إنسانية تتجاوز البعد الفردي، لتفتح نقاشا حول الوعي بالعلاقات السامة وحماية الذات وفهم الحد الفاصل بين التضحية والانكسار، كما يقدم رسالة واضحة حول ضرورة الاعتراف بالعنف غير المرئي واستعادة المبادرة للخروج من الدوائر المظلمة التي تخلقها النرجسية داخل البيوت.
يمنح العمل منظورا صريحا وواقعيا للعلاقات الزوجية الحديثة، بعيدا عن التنميط أو الوعظ، ويترك المشاهد أمام تساؤلات عميقة تتعلق بالحب والحرية وحق الإنسان في التحرر من علاقة مستهلكة لروحه، مؤكدا أن مواجهة الواقع بشجاعة تمثل خطوة أساسية نحو حياة أكثر توازنا وسلاما نفسيا.