غاني قباج فنان مغربي عرف بقدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية من خلال أعماله الفنية المتنوعة. منذ صغره، نشأ في بيئة مليئة بالحب والاهتمام، مما ساعده على تبني نظرة إيجابية نحو الحياة وتطوير أسلوبه الخاص في التعامل مع التحديات. وقد شكلت تلك السنوات المبكرة أساس شخصيته الفنية، وجعلته ينظر إلى الصعوبات كفرص للتعلم والنمو.
كشف غاني في تصريح للصحافة عن ذكرياته الطفولية المليئة باللحظات السعيدة والتجارب التي علمته الكثير. وأوضح أنه لم يشعر يوما بالنقص أو الحرمان، بل تعلم كيفية مواجهة الحياة بإيجابية، وأن هذه التجارب انعكست بشكل مباشر على إنتاجه الفني. وأضاف أن الدروس التي اكتسبها منذ صغره ساعدته على التعامل مع مختلف مجالات حياته، وخاصة مساره الفني، بطريقة متوازنة ومثمرة.
غاني أشار إلى أن الجميع يواجه معاناة في حياته بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو المادية، مؤكدا أن المال ليس الحل الأوحد لمشاكل الحياة. وقال إن التجارب الصعبة تعد حافزا للإبداع، موضحا أنه يختار مواجهة هذه المعاناة بمفرده والتعبير عنها من خلال فنه، حيث أن ذلك يمنحه القدرة على الإبداع وإنتاج أعمال مؤثرة ومميزة.
تحدث غاني عن تربيته الصارمة التي فرضها عليه والده في طفولته، مبينا أنه لم يكن يقدر هذا الأسلوب في البداية، لكنه بدأ يقدره مع مرور الوقت. وأكد أن الانضباط الذي نشأ عليه ساعده في بناء شخصيته القوية والمتماسكة، فيما كانت والدته تمثل عنصر التوازن والدعم العاطفي، حيث لعبت دورا كبيرا في مساعدته على تخطي العديد من الصعوبات والتحديات.
وأوضح غاني أن والده في البداية كان داعما له في مساره الفني، لكنه بدأ يعارض دخوله هذا المجال عند شعوره بجديته في اتخاذ الفن مهنة. وقال إن والده كان محبا للفن وكان يستقبل العديد من الفنانين في المنزل، وكان نجيب الخطاب هو من قدمه لأول مرة على الشاشة، لكن عندما تأكد من التزامه، حاول والده إبعاده عن الفن خوفا عليه.
أما عن الشهرة، فقد وصفها غاني بأنها سيف ذو حدين، مشيرا إلى المفاجآت التي رافقته في بدايات مسيرته. وأكد أن الفنان بحاجة إلى وعي كامل بهذه الأضواء التي قد تؤثر سلبا عليه أحيانا، وأن المحافظة على الصورة العامة للفنان تتطلب تجربة شخصية وفنية متراكمة. وأشار أيضا إلى أنه يفضل الابتعاد عن النزاعات والصراعات في الوسط الفني، رغم تعرضه أحيانا لمواقف صعبة من أشخاص ظن أنهم مقربون منه، مما دفعه إلى الانسحاب أحيانا لحماية نفسه وممارسة فنه بحرية أكبر.
رحلة غاني قباج تعكس قدرة الإنسان على تحويل الصعوبات إلى فرص للإبداع، حيث استطاع بفضل ذكائه وتجربته الشخصية مواجهة التحديات وتحقيق النجاح الفني رغم جميع العقبات، ليكون مثالا حيا على التفاؤل والعمل الدؤوب والإصرار على الوصول إلى القمة.
1
2
3