فاطمة خير، الفنانة والبرلمانية المغربية، تعد من الشخصيات البارزة على الصعيدين الفني والسياسي. تجمع بين موهبتها الفنية وحسها المجتمعي العميق، مما يجعلها قادرة على الجمع بين مسؤولياتها في البرلمان وشغفها بالفن والتمثيل. تميزت خير خلال مسيرتها بالاختيارات الذكية للأعمال التي تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية قوية، حيث تسلط الضوء على قضايا مجتمعية مهمة.
كشفت فاطمة خير في تصريح للصحافة عن مشاركتها في فعاليات “أكتوبر الوردي”، حيث سعت من خلالها لدعم النساء المصابات بالسرطان وإبراز التضامن معهن. وأوضحت أن تجربتها في صعود جبل توبقال كانت رمزية، إذ شاركت رفقة صديقتها البرلمانية لطيفة الشريف، رئيسة جمعية “أصدقاء الشريط الوردي”، في هذه المبادرة الإنسانية التي تمثل تحديا جسديا وروحيا في الوقت نفسه.
وأضافت خير أن زيارتها السابقة لمستشفيات المغرب مع رئيسة الجمعية، قبل عامين، كانت درسا بالغ الأثر على حياتها. فقد كان الهدف من هذه الزيارة تقديم الأمل للمريضات، لكنها على العكس شعرت بأن النساء المصابات بالسرطان هن من منحوها القوة والعزيمة بفضل صمودهن وابتساماتهن وإيمانهن العميق بالله. هذه التجربة أكدت لها أن قيمة الحياة الحقيقية تظهر عند رؤية معاناة الآخرين وإصرارهم على مواصلة حياتهم رغم الألم.
وقالت فاطمة خير إن المشاركة في مسيرة التحدي وصعود قمة جبل توبقال كانت تجربة صعبة في البداية، خصوصا وأنها لم تكن معتادة على ممارسة الرياضة. إلا أن مشاهدة النساء المصابات يواجهن الصعوبات الصحية والنفسية بصلابة وإصرار، منحتها الشجاعة والقوة لتخطي تحدي الصعود، مؤكدة أن العقل يقود الجسد وأن الإرادة تصنع الفرق في مواجهة الصعاب.
وأكدت خير أن هذه التجربة الإنسانية كانت من أجمل وأهم محطات حياتها، حيث منحتها دروسا عميقة حول الثقة بالنفس، وتقبل التحديات، والعزيمة المستمرة. وأضافت أنها تشعر بسعادة كبيرة للمشاركة في مثل هذه المبادرات التي تبرز الروح الإنسانية وتشجع على التضامن مع الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
أما على الصعيد الفني والسياسي، فأوضحت فاطمة خير أن العمل البرلماني لم يبعدها عن الفن، معتبرة أن الجمع بين المجالين ممكن ويعكس قدرتها على التوازن بين مسؤولياتها السياسية واهتماماتها الفنية. وأشارت إلى أن اختياراتها للأعمال الفنية تخضع دائما لمعايير الرسائل الهادفة والمحتوى الاجتماعي المهم، مثل فيلم “قسم 8” وفيلم “سعيدة”، اللذين سلطا الضوء على قضايا التعليم والتحرش، مؤكدين التزامها بمسؤولية فنية تجاه الجمهور.
وعن مشاريعها المستقبلية، أكدت خير أنها لم تتلق أي عروض فنية جديدة حتى الآن، لكنها منفتحة على الفرص التي تحمل تحديا وإبداعا، مشيرة إلى أنها ترفض تكرار نفسها في الأدوار والشخصيات، وتحترم ذكاء وذوق الجمهور المغربي الرفيع الذي يعتبر جزءا من نجاح أعمالها.
1
2
3