محمد خيي يعبر عن رؤيته الإنسانية والفنية في فيلم “يوم طويل”

يعد محمد خيي أحد أعمدة التمثيل المغربي وأكثر الفنانين حضورا على الساحة الفنية، حيث امتدت مسيرته لعقود طويلة منذ انطلاقها في الستينيات من خلال مشاركاته المسرحية المميزة ضمن فرق متعددة. عرف خيي بقدرته على تقديم الأدوار الكوميدية والدرامية على حد سواء، مما جعل منه أيقونة فنية تساهم في إثراء السينما المغربية وتشكيل ذاكرة جماهيرية واسعة. خلال مسيرته، جمع بين موهبته الفطرية والتزامه الفني، فأسس لنمط من الأداء المتميز الذي لا ينسى بسهولة.
وكشف محمد خيي للصحافة أن مشاركته في فيلم “يوم طويل” تمثل تجربة جديدة ومهمة، حيث يتيح له العمل التفاعل مع نوعية مختلفة من الشخصيات واستكشاف أبعاد متعددة للواقع الاجتماعي المغربي. وأكد الفنان أن الفيلم يوفر مساحة كبيرة للتعبير عن الجوانب الإنسانية العميقة في قصص الحياة والموت، ما يعكس اهتمامه الدائم بالأدوار التي تحمل رسائل قوية وتطرح أسئلة جوهرية حول وجود الإنسان.
يعتمد فيلم “يوم طويل” على نسق سردي مبتكر، إذ يقدم قصتين متوازيتين تتقاطع تفاصيلهما بطريقة مفاجئة، حيث تركز الأولى على شخصية “عسو”، المكلف بنقل الموتى، الذي يكتشف حادثة غريبة حين يعود جسد كان يظنه ميتا للحياة، ليبدأ رحلة غامضة من البحث عن هويته وسط شوارع العاصمة. بينما تتناول القصة الثانية شخصية “سعيد”، صهر عسو وسائق سيارة أجرة، الذي يعيش تجارب غير مألوفة مع ركاب غامضين، وتنتهي معظم هذه اللقاءات بالموت، ما يكشف عن طبقات متعددة من الواقع ويطرح أسئلة عميقة عن الحياة والوجود.
يشارك في الفيلم إلى جانب محمد خيي نخبة من أبرز نجوم السينما المغربية، منهم سعيد باي، نبيل عاطف، حفصة البورقادي، حسن ميكيات، أنس ماعوني وهند بلعولة، ما يضيف بعدا فنيا متميزا ويجعل العمل تجربة سينمائية متكاملة. وتتناغم مهارات الممثلين مع الرؤية الإخراجية لحكيم قبابي، ما يمنح الفيلم توازنا بين الأحداث المشوقة والمعاني الرمزية العميقة.
صور فيلم “يوم طويل” في العاصمة الرباط، وامتدت مدة عرضه إلى 90 دقيقة، ليشكل إضافة نوعية للسينما المغربية، إذ يمنح المشاهد فرصة لمتابعة أسلوب سردي مبتكر ومتنوع، كما يمثل منصة لفنانين كبار لإعادة تأكيد حضورهم الفني. ويسهم الفيلم في إبراز موهبة محمد خيي وتجربته الطويلة في التعبير عن الواقع الاجتماعي المغربي عبر عدسة سينمائية متميزة.
تجربة خيي في “يوم طويل” لا تقتصر على الأداء التمثيلي، بل تشمل فهم عميق للشخصيات والمواقف التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية، ما يجعل دوره محوريا في نقل الرسالة الإنسانية للفيلم. ويؤكد الفنان من خلال هذه المشاركة التزامه المستمر بتقديم أعمال تعكس تعقيدات الواقع المغربي، وتفتح أمام الجمهور أفقا للتأمل والتفكير في قضايا الحياة والموت والهوية.