الممثلة المغربية فاطمة النوالي تعد من الأسماء البارزة في تاريخ الدراما التلفزيونية بالمغرب، حيث بدأت مسيرتها الفنية منذ سنوات طويلة وأسهمت بشكل فعال في بناء أعمال تركت بصمة لدى الجمهور. عرف عنها التزامها الفني وحرصها على تقديم أدوار مميزة، مما جعلها تحظى بتقدير المتابعين، رغم أن مسيرتها لم تخل من التحديات والمصاعب المرتبطة بنقص الاعتراف بمجهودات الرواد في المجال الفني.
كشفت في تصريح للصحافة أن الساحة الفنية المغربية لطالما اتسمت بنكران الجميل، وأن العديد من الفنانين الذين أسهموا في تأسيس الدراما التلفزيونية واجهوا التهميش والإقصاء. وأوضحت أن هذا الوضع لم يكن مجرد غياب عن الواجهة، بل شكل نوعا من الإقصاء المتعمد للفنانين الذين قدموا إنجازات مهمة عبر سنوات طويلة، دون أن يحظوا بالاعتراف اللازم من الجهات المسؤولة.
وأعربت النوالي عن دهشتها واستغرابها من التغييب المستمر للفنانين المبدعين، رغم النجاحات التي حققوها في مختلف الأعمال التلفزيونية. وأكدت أن تاريخها الفني الحافل لم يمنحها ولا زملاءها مكانة ثابتة في الساحة، رغم مساهماتهم الكبيرة في تأسيس وتطوير الدراما المغربية التي حققت صدى واسعا لدى المشاهدين المحليين.
وأكدت أن هدفها لم يكن أبدا السعي للهيمنة أو التفرد بالمجال الفني، بل المطالبة بالاعتراف بالجهود التي بذلها الفنانون القدامى. وأشارت إلى أن هؤلاء الفنانين يستحقون تقديرا لعملهم المتواصل في مشاريع حققت نجاحات واسعة وكان لها أثر ملموس في المجتمع، معربة عن استغرابها لغياب أي مبرر لهذا التهميش المتكرر.
وأشارت فاطمة النوالي إلى أن هذه الظاهرة لم تكن خاصة بها فقط، بل شملت عددا من الفنانين الذين تم استبعادهم رغم تاريخهم الفني الطويل. وطالبت بضرورة استحضار الضمير المهني من قبل المسؤولين عن المشهد الفني، ومنح فرص عادلة لكل من ساهم في إثراء الدراما المغربية، بدل الاستمرار في تجاهلهم والإبقاء عليهم في الظل.
وشددت النوالي على أن أحد الأسباب الجوهرية لهذا التغييب يعود إلى نظام العمل ضمن مجموعات محددة، حيث كانت الفرص تتوزع على عدد محدود من الفنانين.
كما أوضحت أن بعض المنتجين كانوا يرفضون حتى مناقشة الأمور المالية مع الفنانين، ما جعل من الصعب حصولهم على حقوقهم وفرصهم بشكل متكافئ.
كما نددت بتكرار الوجوه نفسها في الأعمال التلفزيونية سنويا، ما يقلل من التنوع ويحد من فرص التجديد والإبداع، مضيفة أن عدم استجابة المسؤولين لرسائلها كان سببا في شعورها بالإحباط.
وأكدت في حديثها أن مطالبتها لم تكن تواصلا لطلب امتياز أو تسول للحصول على فرص، بل كانت دعوة للاعتراف بالحق والجهود التي بذلها الفنانون الرواد. وأكدت على أهمية توفير فرص متساوية لجميع الفنانين، ليحظى كل من قدم إنجازات حقيقية بتاريخ طويل في الساحة الفنية بحق المشاركة والتقدير، بما يعكس قيم العدالة والاعتراف بمجهوداتهم.
1
2
3