هشام العسري يكشف أن مهرجان مراكش يعيد الحياة للأفلام القصيرة ويدعم صناعها الشباب

يعد هشام العسري مخرجا بارزا ووجها فنيا مؤثرا في المشهد السينمائي المغربي، إلى جانب قيادته لجنة التحكيم في مهرجان مراكش للأفلام القصيرة. تميز العسري بحس نقدي وفني رفيع، ويؤمن بأن الأفلام القصيرة تمثل منصة أساسية لاكتشاف المواهب الجديدة وصقل مهارات صناع السينما الشباب، بما يسهم في إثراء الحركة الفنية في البلاد.
كشف هشام العسري للصحافة أن اللجنة ستولي هذا العام اهتماما دقيقا بتحليل كل فيلم مشارك، لتقييمه وفق معايير فنية دقيقة، ومنح كل عمل حقه الحقيقي. وأوضح أن المشهد السينمائي عرف أخيرا انحرافا لدى بعض المنتجين نحو الجانب الربحي على حساب الرسائل الفنية، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الأفلام القصيرة التي تحمل مضامين هادفة، وهو ما يعيق ظهور جيل من السينمائيين القادرين على إثراء السينما المغربية مستقبلا.
وأشار العسري إلى أن اللجنة التي يشارك في رئاستها الممثلة فاطمة الزهراء الجوهري والكاتبة بهاء طرابلسي، ستعمل على اختيار أعمال تتسم بالابتكار وتمتلك رسالة مميزة تختلف عن المألوف، ليتمكن الجمهور من اكتشاف أشكال جديدة من التعبير السينمائي وتقديرها على نطاق واسع.
وأكد المخرج أن هناك عددا كبيرا من المواهب القادمة من مختلف المدن، لا تجد المجال الكافي لعرض أعمالها أمام الجمهور، مؤكدا أن المهرجان سيكون فرصة ذهبية لهؤلاء الفنانين لكشف إبداعاتهم، كما يشكل دعما معنويا وماديا يدفع الشباب للاستمرار في البحث الفني والإنتاج والمثابرة.
ومن المقرر أن تحتضن الدورة الخامسة للمهرجان، التي ستقام بين 26 شتنبر وفاتح أكتوبر، برامج تطويرية جديدة تهدف إلى تعزيز استقلالية صناع الأفلام. ويأتي في مقدمة هذه البرامج مشروع “Low Budget”، الذي سيتيح إنتاج عملين قصيرين جديدين، أحدهما فيلم “العش” للمخرج أيوب بودادي، بالتعاون مع عبد السلام المفتح من وكالة Nadacom، كخطوة لدعم التجارب السينمائية المستقلة.
وسيمكن المهرجان، بالتعاون مع مؤسسة “تميز”، خمسة مخرجين سبق لهم المشاركة في الدورات السابقة، من تطوير مشاريعهم تحت إشراف المنتجة لمياء الشرايبي، عبر ورشتين تحضيريتين؛ الأولى قبل انطلاق المهرجان، والثانية خلال أيام الفعالية، لتقديم الدعم الفني والتوجيه اللازمين لضمان خروج أعمالهم بأفضل صورة ممكنة.