سعاد حسن تؤكد أن دعم الفنان المغربي ضرورة لحماية الإبداع الفني

تعد سعاد حسن من أبرز الوجوه الغنائية المغربية التي راكمت تجربة طويلة في الساحة الفنية، حيث عرفت بصوتها المميز وحضورها القوي الذي جعلها تحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور. وقد ارتبط اسمها بمسار غني يجمع بين الغناء والمشاركة في عدد من الأنشطة الفنية التي رسخت صورتها كإحدى الفنانات اللواتي يحرصن على تقديم مواقف صريحة تجاه ما يشهده الوسط الفني.
وأضافت أن المشاركة المتعددة في أعمال مختلفة لا ينبغي أن تفسر على أنها محاولة للسيطرة أو الاستحواذ على الساحة، بل تدل على ثقة المنتجين والمخرجين بقدرات الفنان وإيمان الجمهور بموهبته. وشددت على أن الممثل الذي يجتهد في تقديم شخصيات متنوعة ويقنع في أدائه يستحق الاعتراف بجهوده لا الإقصاء.
وعبرت عن استغرابها من الجدل المثار حول بعض المشاهد الجريئة التي عرضت في الأعمال الرمضانية المغربية، معتبرة أن ازدواجية تعامل الجمهور مع هذه المشاهد تكشف عن تناقض واضح. إذ يقبل المشاهد مثل هذه الجرأة حين ترد في أعمال أجنبية أو عربية، لكنه يرفضها بشدة عندما تكون جزءا من عمل درامي مغربي رغم أنها تخدم السياق الفني وتأتي وفق رؤية إخراجية محددة.
وأكدت أن هذه المواقف تعكس خللا في طريقة تقييم الإنتاج الدرامي المغربي، حيث يغفل بعض المتابعين أن الممثل لا يعمل بشكل منفرد بل داخل منظومة تضم المؤلف والمخرج والمنتج. وأشارت إلى أن رفض الفنان لأداء مشهد مكتوب قد يعرضه للاستبعاد، ما يعني أن المسؤولية لا تقع عليه وحده بل على الفريق بكامله.
وفي حديثها عن مسلسل “رحمة” الذي أثار ضجة كبيرة بسبب مشاهد شارك فيها هيثم مفتاح وكريمة غيث، أوضحت سعاد حسن أن الممثلين نفذوا ما يقتضيه السيناريو بإشراف المخرج، ولا مبرر لمهاجمتهم. وأضافت أن الجمهور لو شاهد نفس المشاهد من ممثلة أجنبية أو عربية مشهورة لكان أكثر تساهلا، وهو ما يعكس تشددا غير مبرر تجاه الفنان المغربي.
وختمت تصريحاتها بالتأكيد على أن المناخ الفني الوطني يحتاج إلى فضاء داعم يمنح الفنانين الثقة ويشجعهم على التنوع والإبداع، لا إلى حملات تحامل أو أحكام مسبقة. وشددت على أن الفن لن يزدهر في بيئة يسودها التشنج والعداء، بل في أجواء واعية بقيمة العمل الفني ورسائله الاجتماعية والثقافية، مما يتيح للفنان المغربي التعبير بحرية عن قضايا المجتمع وتطلعاته.