انتشر مقطع مصور للفنان المغربي طارق البخاري على منصته بموقع إنستغرام، عبر فيه بصراحة عن رفضه الشديد لاستقبال فنانين جزائريين في الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام فوق الأراضي المغربية، وهو ما خلق ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، خاصة أن حديثه جاء متزامنا مع استعداد الفكاهي الجزائري عبد القادر السيكتور لإحياء عرض فكاهي مرتقب داخل المغرب.
ورغم أن البخاري لم يشر صراحة إلى اسم عبد القادر السيكتور، إلا أن سياق كلامه وتوقيته جعلا كثيرين يربطون بين تصريحه والإعلان عن العرض المرتقب، مما أدى إلى توجيه سهام النقد إليه، وفتح نقاش حاد حول مدى قبول مشاركة فنانين من الجزائر في عروض فنية بالمغرب، في ظل مشاعر الحزن والغضب التي ما زالت تعتري الشارع المغربي بسبب حوادث دامية وقعت على الحدود.
وسرعان ما انتقل الجدل من منصة البث إلى ساحات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق عدد من النشطاء وسما يحمل عنوان “خوي_سيكتور”، في خطوة تعبر عن رفضهم الصريح لحضور الفنان الجزائري على خشبة المسرح المغربي، وهو رفض تعزز بسبب التوتر المتزايد في العلاقات بين الشعبين، على خلفية مآس إنسانية مؤلمة، أبرزها مقتل شاب مغربي برصاص الجيش الجزائري بالقرب من الحدود.
وقد تصاعدت حدة التوتر على الشبكات الاجتماعية، حيث اتخذ عدد من المستخدمين مواقف صارمة، مطالبين بمنع مثل هذه المشاركات، ورافضين أي تقارب ثقافي في ظل ما يعتبرونه تجاوزا لمشاعر المغاربة الذين لم تندمل جراحهم بعد، ما جعل القضية تأخذ أبعادا فنية وشعبية وسياسية في آن واحد.
في المقابل، ظل الفنان عبد القادر السيكتور صامتا دون أن يبدي أي تعليق بخصوص هذه المستجدات، كما لم يصدر أي توضيح من الجهات المعنية بتنظيم التظاهرات الفنية التي يرتقب أن يشارك فيها، مما زاد من حالة الترقب لدى الجمهور المتابع لتطورات الموقف، خاصة مع تزايد الأصوات المطالبة برد رسمي من الهيئات الفنية والثقافية المعنية بالأمر.
ويستمر الجدل على الساحة الإعلامية والفنية، وسط انتظار توضيحات من الأطراف المسؤولة وقرارات قد تعيد النظر في معايير مشاركة الفنانين الأجانب في الفعاليات المقامة داخل المغرب، في ظل حساسية الظرف الإقليمي وتعقيدات العلاقات بين البلدين التي باتت تنعكس حتى على الفضاء الثقافي.
1
2
3