وسط أجواء احتفالية تنبض بالحيوية، انطلقت فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025” بعرض موسيقي باهر أحيى خلاله الفنان المغربي ياسين لشهب حفلا فنيا أعاد إلى الأذهان عمق التراث الوطني. وقد جاء هذا الحدث البارز تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليرسم لحظة فنية راقية تبرز غنى الثقافة المغربية وتنوعها الإبداعي.
في هذا السياق، قدم ياسين لشهب، الذي اشتهر بلقبه “منشد الشارقة”، أداء متنوعا استحضر فيه نبض الموروث المغربي وعبق الأناشيد الروحية، مما شد انتباه الحاضرين من مسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن أكثر من ثلاثين دولة إسلامية. وقد مزج في عرضه بين الطابع الصوفي والهوية الموسيقية الوطنية، مبرزا ملامح الأصالة والانفتاح في آن واحد.
امتد العرض لمدة نصف ساعة متواصلة، حيث تنقل الفنان ببراعة بين مقطوعات خالدة منها “رجال الله” و”يا أهل الله يا الصحبة الصالحة”، قبل أن يفاجئ الجمهور بأداء جماعي لأغنية “أنا مالي فياش”، التي تجاوب معها الحاضرون على اختلاف جنسياتهم بانسجام لافت، ما عكس قوة التأثير الفني العابر للثقافات.
ولم يقتصر التميز على أداء لشهب الصوتي، بل امتد ليشمل التوزيع الموسيقي والآلات التقليدية التي استعان بها. إذ رافقته فرقة موسيقية محترفة ضمت مجموعة من أبرز العازفين في العالم العربي، واعتمدت على آلات تراثية مغربية مثل العود (الوتار)، والبندير، والتعريجة، ما أضفى على العرض طابعا محليا أصيلا بأسلوب تقديم عصري.
في تصريح خص به وسائل الإعلام، نوه وزير الشباب المغربي بالعرض الفني لياسين لشهب، معتبرا أن ما قدمه يعكس صورة الفنان المغربي المتشبع بهويته والمنفتح في الوقت نفسه على الثقافات الأخرى، مؤكدا أن هذا الأداء أخذ الجمهور في رحلة فنية عبر الزمن تجمع بين الموروث والابتكار بأسلوب ساحر.
ويأتي هذا الظهور المتميز ليرسخ حضور ياسين لشهب ضمن الأسماء اللامعة في الساحة الفنية المغربية، ويعزز من موقع المغرب كمنصة ثقافية كبرى ضمن المشهد الفني الإسلامي والدولي، خاصة في ظل اختيار مدينة مراكش لاحتضان هذا الحدث الشبابي العالمي.
1
2
3

