فيلم جديد يحمل رؤية مغايرة يقدمها سعيد الناصري بعيدا عن السياسة والرسائل المشفرة

يحضر الفنان والمخرج المغربي سعيد الناصري لإطلاق أحدث إنتاجاته السينمائية تحت عنوان “تسخسيخة”، والمتوقع عرضه في القاعات المغربية خلال شهر شتنبر المقبل، وذلك بعد أن دخل الفيلم مرحلة التوضيب النهائية والمونتاج التقني. العمل يأتي ضمن مسار فني متجدد يسعى الناصري من خلاله إلى كسر النمطية والبحث عن طرح مختلف يلامس اهتمامات المشاهد المغربي بأسلوب جديد.
بعيدا عن التلميحات السياسية والإسقاطات التي ميزت عددا من أفلامه السابقة، اختار الناصري هذه المرة أن يخوض تجربة سردية تبتعد عن الجدية وتحمل طابعا خفيفا وواقعيا، حيث يغوص في عالم الكوميديا الممزوجة بالتشويق، مستندا إلى قصة إنسانية ذات أبعاد اجتماعية ونفسية، تضع امرأة عادية في مواقف خارجة عن المألوف.
تحكي حبكة الفيلم عن سيدة تفقد زوجها في ظروف غامضة، لتدخل إثر ذلك في دوامة من الأحداث غير المتوقعة، بعد أن يتم اختطاف ابنها من طرف مافيا متورطة في تجارة الكوكايين، الأمر الذي يحول حياتها الهادئة إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر والتحديات، مما يخلق جوا دراميا يغلفه حس فكاهي متقن.
ويراهن الناصري في هذا المشروع على طاقم متنوع يضم مجموعة من الأسماء التي بصمت حضورها في الساحة الفنية المغربية، مثل الممثلة المتألقة حنان الإبراهيمي، والفنان زكرياء عاطفي، والممثل جواد العلمي، إلى جانب أمين بنجلون، مع مشاركة خاصة للناصري الذي يعود إلى الشاشة كممثل إلى جانب دوره كمخرج.
ينتظر أن يشكل فيلم “تسخسيخة” نقلة نوعية في تجربة الناصري السينمائية، لا سيما أنه يعكس توجها جديدا في اختياراته الفنية، ويؤكد رغبته في تقديم أعمال تخاطب الجمهور بأسلوب أكثر مباشرة وتنوعا من حيث المواضيع والأساليب. من خلال هذا الفيلم، يسعى إلى الحفاظ على خطه الإبداعي الخاص مع الانفتاح على أشكال تعبيرية جديدة وطرح حكايات مغايرة.
المؤشرات الأولية توحي بأن العمل قد يلقى ترحيبا من قبل المتفرجين المتعطشين لسينما مغربية تجمع بين الترفيه والعمق، خاصة مع توليفة الممثلين المختارة، والسرد الذي يمزج ما بين التوتر والضحك. الإنتاج يعكس كذلك مجهودا في الاشتغال على الجوانب التقنية والبصرية، ما يؤكد حرص الطاقم على تقديم عمل متكامل من حيث الإخراج والمحتوى.
تجربة “تسخسيخة” قد تعيد رسم ملامح حضور سعيد الناصري في السينما المغربية، وتفتح أمامه آفاقا جديدة لمزيد من التنويع والتجديد في مشروعه الفني، بعيدا عن الخطابات المعتادة، ومنسجما مع تطلعات الجمهور لمشاهدة أعمال تحاكي واقعهم بصيغة مشوقة.