يعد الفنان المغربي أنس محسن من الأسماء الصاعدة التي أثبتت حضورها في الساحة الفنية، حيث استطاع أن يلفت الأنظار بموهبته وأسلوبه الهادئ. وقد شارك مؤخرا في الفيلم المغربي “فرصة ثانية”، الذي تم عرضه على الشاشة ولاقى تفاعلا واسعا من طرف الجمهور، لما يطرحه من قضايا اجتماعية معاصرة تمس الحياة اليومية للأفراد والعلاقات الأسرية في زمن التواصل الرقمي.
تحدث محسن عن مضمون الفيلم مبرزا أن العمل يسلط الضوء على التأثير المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي على استقرار العلاقات الزوجية. وأوضح أن الصورة التي يتم تسويقها على هذه المنصات لا تعكس بالضرورة الواقع، بل تخلق مقارنات وضغوطات غير صحية تؤدي إلى تصدعات في العلاقات الحقيقية، داعيا الأزواج إلى الحفاظ على أسرارهم بعيدا عن المتابعة العلنية.
وأشار الفنان إلى أن تصوير الفيلم تم في مدينة الرباط، وهو ما أضفى على المشاهد طابعا بصريا خاصا، يعكس جماليات المدينة ويوفر خلفية حضرية متناغمة مع موضوع الفيلم. كما أكد أن أجواء التصوير كانت مريحة بفضل التعاون المتواصل بينه وبين المخرج هشام الجباري، وهو تعاون سبق وأن أثمر في مشاريع سابقة وخلق نوعا من التفاهم الفني بين الطرفين.
وخلال حديثه عن رسائل الفيلم، شدد محسن على أن الحياة لا تمنح فرصا جاهزة، بل تتطلب عزيمة وصبرا، معتبرا أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل فرصة للعودة إلى الذات وإعادة البناء من جديد. وأكد أن شخصيته في الفيلم تعكس واقعا يعيشه الكثيرون، وهو ما جعله يشعر بقرب أكبر من الدور ويمنحه صدقا على الشاشة.
وعبر محسن عن إعجابه الكبير بالأداء المتميز للفنان الزبير هلال، الذي قدم دورا دراميا متقنا مخالفا لما اعتاده الجمهور منه في الكوميديا. وأكد أن هذا التحول في الأدوار يثري الساحة الفنية ويمنح الأعمال عمقا وتنوعا ينعكسان إيجابا على مستوى المشاهدة والتلقي.
أما فيما يخص تفاعله الشخصي مع قضايا مواقع التواصل، فقد أوضح محسن أنه لا يفضل مشاركة تفاصيل حياته الخاصة مع الجمهور، معتبرا أن تلك المساحات يجب أن تبقى محصنة وبعيدة عن الأعين. كما حذر من الانسياق وراء الصور المثالية التي تغزو الإنترنت، والتي تروج لحياة لا تشبه الحقيقة في شيء، بل تزرع أوهاما قد تكون سببا في انهيار العلاقات الواقعية.
ورأى محسن أن الهوس بالمظاهر الرقمية يؤدي إلى ضغوط نفسية تؤثر على الأفراد وتغذي مشاعر النقص وعدم الرضا، مشيرا إلى أن بعض الأزواج باتوا يقيمون علاقتهم من خلال ما يرونه على الشاشات، بدل التركيز على مشاعرهم الحقيقية. ودعا إلى العودة للبساطة والصدق، وإلى التعامل مع الحياة بتوازن يضع الخصوصية فوق كل اعتبار.
1
2
3