تتهيأ مدينة أكادير لاحتضان فعالية فنية راقية تعكس روح الهوية الموسيقية المغربية، حيث تنطلق سلسلة من السهرات المتميزة الممتدة من منتصف يوليوز إلى أواخر غشت، تحت شعار فني يجمع بين الإبداع النسائي وجمالية الطرب المغربي الأصيل. هذه التظاهرة تسلط الضوء على الحضور القوي للفنانات المغربيات، وتقدم فسحة فنية تحتفي بالإحساس والصوت الذي يترجم عمق الثقافة الموسيقية الوطنية.
وتتألق في هذه الأمسيات نخبة من الأصوات النسائية التي رسمت مسارات فنية ناجحة وأثرت الساحة الغنائية بإبداعاتها، في مقدمتها الفنانة لطيفة رأفت التي رسخت حضورها كأحد الرموز البارزة للطرب المغربي، إلى جانب الفنانة هدى سعد المعروفة بخامة صوتها الرخيم وتعبيرها الإحساسي الذي يلامس القلوب ويعكس مشاعر أصيلة في الأداء.
وسيعيش جمهور مدينة أكادير لحظة استثنائية يوم الخامس من غشت، من خلال الحفل المرتقب الذي سيجمع الفنانتين على خشبة مسرح الهواء الطلق، في سهرة تعد بالوفاء لروح الطرب المغربي، وتمنح الجمهور تجربة سمعية تنبض بالعراقة وتستلهم من تراث الأغنية الوطنية أصالتها.
وتكتسي هذه السلسلة الغنائية طابعا خاصا، فهي لا تنحصر في كونها مناسبة ترفيهية فقط، بل تتخذ بعدا ثقافيا يسعى لتكريم الفنانات المغربيات وإبراز دورهن الريادي في الحفاظ على موروث الطرب، إلى جانب تعزيز مكانة المرأة في المشهد الفني من خلال منصة تليق بإبداعاتها.
ويعد تنظيم هذه الأمسيات في قلب مدينة أكادير خطوة نحو تنشيط الفضاءات الفنية وتعزيز الحركية الثقافية في الجنوب المغربي، خاصة وأن المدينة تستقطب جمهورا متنوعا يضم عشاق الطرب وزوارا من داخل وخارج الوطن، ما يمنح لهذه الفعالية إشعاعا يمتد خارج حدود الزمان والمكان.
من خلال هذه المبادرة، تثبت أكادير من جديد قدرتها على احتضان الفن الراقي وتوفير مناخ للاحتفاء بالأصوات النسائية التي تترجم في أدائها نبض التراث ودفء الانتماء، في مشهد موسيقي يعكس أصالة مغربية تنبع من عمق الروح وتنتصر للإبداع.
1
2
3